تنطلق اليوم بكافة جهات الجمهورية الحملات الدعائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية التي تنتظم دورتها الأولى يوم 23 نوفمبر الجاري، بعد أن كانت الحملة انطلقت في الدوائر الانتخابية خارج أرض الوطن. وكان المترشح عن الحزب الدستوري، أحد فراخ حزب التجمع المنحل، عبد الرحيم الزواري ابرز وزراء بن علي قد أعلن انسحابه من السباق نحو قصر قرطاج ليلة الخميس من خلال بيان اصدرته الحركة إثر اجتماع مكتبها التنفيذي أكدت فيه، خبر انسحاب مرشحها من الرئاسية. وأفادت الحركة بأنها قبلت اقتراح الزواري بالعدول عن الترشح للرئاسة وذلك اعتباراً للمشهد السياسي الجديد وتفاعلاً مع متطلبات المرحلة الحالية، مذكرة بأن مشاركتها في الانتخابات التشريعية الأخيرة هي انخراط منها في المسار الديمقراطي والعمل على إنجاحه. واشارت الحركة الى انه بقدر أهمية النتائج فإن مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار مهنئة الفائزين بمختلف أطيافهم وداعية إياهم إلى تدعيم الوحدة الوطنية حفاظاً على مكاسب الانتقال الديمقراطي. وبالرغم من تمسك الهيئة المستقلة للإنتخابات برفض مطالب الانسحاب، فان المحللين السياسيين يرون ان قائمة المترشحين للرئاسية ستزداد قصرا خاصة على ضوء التداعيات السلبية لنتائج التشريعية التي أطاحت بأحزاب رشحت زعماءها للرئاسية الا ان خسارتها الأخيرة دفعت قياداتها الى مراجعة حساباتها وتشجيع مرشحيها على الإنسحاب باكرا من السباق نحو قصر قرطاج «حفظا لماء الوجه» وسعيا الى الحد من الخسائر على مستوى الأنصار والقواعد التي بدأت نسبة كبيرة منها في التراجع عن انتماءاتها لهذه الأحزاب من«جرحى الانتخابات». وفيما تستعد حركة نداء تونس لتوسيع حملتها الدعائية لمرشحها للرئاسية زعيمها الباجي قائد السبسي بعد انتهاء احتفالاتها بالفوز بالمرتبة الأولى في التشريعية، قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بأنّ حزبه لم يندم على عدم تقديم مرشح في الانتخابات الرئاسية ، باعتبار أنّه يرفض أي نزعة للهيمنة والاستحواذ على دواليب السلطة برأسيها التشريعي والتنفيذي (حكومة ورئاسة جمهورية)، وصرح ب«أن ما لا نريده لأنفسنا لا نريده لغيرنا باعتبار ان البلاد مازالت تعيش على وقع مرحلة انتقالية تتطلب توفر توازن في السلطة وعدم نزوع نحو الاستفراد بالحكم من خلال الهيمنة على مؤسسات الدولة» ، وذلك في إشارة مبطنة ورسالة مشفرة إلى حزب نداء تونس الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية وزعيمه الباجي قائد السبسي المرشح بقوة للفوز في السباق الرئاسي. وكشف زعيم حزب حركة النهضة المتحصل على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة بعدد مقاعد بلغ 69 مقعداً كنتيجة أولية من إجمالي 217 مقعداً، أنّ حزبه تلقى زيارات من أكثر من مرشح للرئاسية مبرزاً أنّ النهضة ستتدارس داخل هياكلها ومؤسساتها كل الخيارات والمقترحات. ولم ينكر الغنوشي، كما فعل الآخرون، لقاءه بمصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل حليف الترويكا المستقيلة الأصغر والذي سجل خسارة تاريخية في التشريعية، من أجل النظر في مقترح تقديم مرشح موحد للرئاسية يمثل القوى الديمقراطية الاجتماعية الوسطية، واوضح الغنوشي ان مجلس شورى النهضة هو الذي سيبت نهائيا في المسالة باعتباره أعلى سلطة تقريرية في الحركة.