المساجد دور العبادة لله سبحانه وتعالى، ومنذ صدر الإسلام والمساجد هي منارات للعلم والهدى، ولها مكانتها الرفيعة في المجتمع المسلم؛ فقد كان المسلمون يؤدون الصلوات بها، ويتعلمون من خلالها أمور دينهم ودنياهم، وقد أبدعوا وتفوقوا في مختلف التخصصات, قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّه مَنْ آمن بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَة وَآتَى الزَّكَاة وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّه فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}. فديننا الإسلامي يحث على بناء المساجد والاهتمام بشؤونها ونظافتها وما تحتاج إليه من خدمات. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظّف وتطيّب» رواه الترمذي. وقد اشتُهر في العالم الإسلامي عدد من المساجد والجوامع، منها جامع الأزهر الذي بالإضافة لإقامة الصلوات الخمس به يومياً إلاّ أنّه احتفظ بدوره التعليمي، وظل مدرسة لتدريس العلوم الدينية والعقلية واللغوية، وقد بني بطراز معماري متميّز، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع، وله ثمانية أبواب، الجانب الغربي المطل على ميدان الأزهر باب المزينين، والباب العباسي، وفي الجانب الجنوبي توجد أبواب المغاربة والشوام والصعايدة.. أما الجانب الشمالي فتوجد الجوهرية والشرقي باب الحرمين والشورية.. وله من المآذن خمس، ثلاث منها داخل باب المزينين، منها مئذنة الأقبغاوية ومئذنة قنصوة الغوري، كما توجد مئذنة رابعة بجانب باب الصعايدة ومئذنة خامسة بباب الشورية. وتقوم المملكة - حرسها الله - على خدمة بيوت الله في بقاع الأرض ببنائها وترميمها وباقي خدماتها الأخرى... وامتداداً لتلك الجهود فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - بإعادة ترميم جامع الأزهر الذي يُعتبر من أهم المساجد في مصر، وأقدم جامع أُنشى في مدينة القاهرة منذ أكثر من ألف سنة. وفّق الله قيادة هذا الوطن الكريم، وجعلهم ذُخراً للإسلام والمسلمين.