بين التسبيح والاستغفار موقع الإنسان.. فحيث يعترف بخلوص العبادة والامتثال لكمال الرب..، يعترف ببشريته وانتفاء الكمال له.. الله وحده من يُدعى...، والإنسان وحده من يَدعو.. الله وحده تنزه عن النقص والخطأ.. والإنسان وحده من يعتريه النقص والخطأ.. شتان بين يَخلُقُ، ومن يُخلَقُ.. شتان بين من لا يضل..، ولا يزل.. وهو الذي يهدي..، ويصفح،.. وبين من يضل..، ويزل..، وهو الذي يسأل الهداية.. الله في موضع التفرد، والكمال، والمثل الأعلى في السموات والأرض، وقدرة الصفح وموئل العطاء،.. والإنسان وحده في موضع العبودية..، والحاجة..، وعجز الخلوص من نقصه، وقدرة التطهر من عجزه، والسؤال لمن بيده القدرة، وله الإرادة،.. وفي كثير يجهل المرء أن التسبيح..، والاستغفار هما الوضع الجلي للعلاقة البينة بين المخلوق، وخالقه،.. أي بين الكامل المتنزه عن الخطأ..، المتفرد بالمشيئة، والقدرة، والعفو.. وبين الناقص الواقع في العجز، المرتكب بنقصه خطَأه.. أي بين من يُسأل فيعطي، وبيده درُّ السموات،..من أرزاق العافية، والعفو، وكل ما يحتاج إليه البشر من خيري الدنيا والآخرة.... وبين من يَسأل ولا حول بيده لنفسه، ولا أرزاق بيده.. أسفار..وأسفار من حصاد التفكر في قيمة التسبيح..، وقيمة الاستغفار.. والذين في أمس الحاجة لمعرفة هذا، للتعلق بأهداب التسبيح والاستغفار، فالتعود عليهما سلوكا قلبيا، ولفظيا، وفكريا هم الناشئة..،.. ربما لأن الكثير مما يوجب الاستغفار قد حلق في فضاءات ثقافتهم..، في معطيات ما يردهم من غثاء الحياة، وسفه البشر، ومغبات الفتن..ومحاولات الإغواء بعدا عن العفة، في المظهر بل في المخبر.. لانتشار هؤلاء المشوهين الجمال في براءة الفطرة من حولهم، وعن كل منفذ إليهم، كالجراد يحط على الشجر لينخر..، وينقض..! فسبحان الله حين نمسي تنزيها له تعالى..وتعظيما.. ونستغفره عما هو منا، وعما هو من غيرنا من خلقه ليهدي قلوبنا، ويعفو عن قصورنا، ويتجاوز عن سهونا، ويدر علينا رحمته ومرضاته.. هو ذا الملاذ..