** على الرغم من كون موسم الحج، أحد أهم المواسم التي تنشط فيها التجارة بكل أنواعها، إلا أن ذلك لم يكن محفزاً كافياً لتوطين بعض الصناعات المرتبطة بالحج، وأذكر أن مقترحات ودراسات تناولت كيفية تفعيل بعض الصناعات الصغيرة ومن أهمها صناعة الهدايا، خصوصاً أن كل حاج أو معتمر غالباً يفضل أن يعود لبلاده بالهدايا والتي لها مكانة خاصة كونها من البلد الحرام. ** نعرف أن معظم هدايا الحجاج التي تروج وتغص بها أسواق مكةالمكرمة هي مستورده ومصنّعة غالباً في بلدان غير إسلامية، لكنها مصممة بفكرتها ومرتبطة بمكةالمكرمة، وأعتقد أن مثل هذه الصناعات ليست معقدة ولا تحتاج رؤوس أموال كبيرة، وإذا ما تم الاستثمار في مثل هذه المجالات سيكون ناجحاً وسيتيح فرصاً جيدة، خصوصاً للشباب الباحث عن عمل. ** وقد يكون من أسباب عدم قيام هذه الصناعات هو الإغراق الهائل للسوق المحلية بالمستورد، وهذا أمر محبط ليس في مجال صناعة الهدايا فحسب وإنما في معظم الصناعات، ولكن ليس من الصعب وضع مزايا لبعض الصناعات الصغيرة مثل هدايا الحجاج من خلال منح المستثمر السعودي، وخصوصاً الشباب محفزات تمويلية وتسويقية وتوفير منافذ بيع موسمية لقطاع التوزيع على أن تكون الصناعة ومنافذ البيع يعمل بها سعوديون، بحيث يتم تقديم مزايا مكملة لكل من الصانع والموزع والبائع النهائي، وحتماً حينما يجد الحاج عبارة «صُنع بمكة» سيفضل الشراء عما سواها. ** ويؤكد رئيس مجلس جمعية الأيادي الحرفية الخيرية في منطقة مكة الدكتور أحمد هاشم، إمكانية الاستفادة من منتجات الحرفيات والحرفيين السعوديين، كانطلاقة لإيجاد منتج سعودي يحمل (صُنع في مكةالمكرمة) وطرحها في السوق كهدايا للحجاج والمعتمرين.. مؤكداً أن الفكرة قابلة للتطبيق، وأن المملكة تفقد سنوياً 40 مليار ريال لعدم وجود مصانع وطنية تلبي احتياجات الحجاج والمعتمرين من الهدايا، خصوصاً في ظل زيادة أعداد المعتمرين إلى ثمانية ملايين. وأشار هاشم إلى أن عدد المسلمين في العالم فاق 1700 مليون مسلم، وأن 70 في المائة منهم فقط يقطنون في دول العالم الإسلامي، التي تتوزع في أربع قارات، وتُقدر نسبة المسلمين في العالم، الذين يتوجب عليهم أداء فريضة الحج والعمرة خلال فترة أعمارهم التي تتراوح بين 20 إلى 50 سنة، 960 مليون مسلم جاهزون لأداء مناسك الحج والعمرة مرة واحدة على الأقل كل 30 عاماً.