أوصى مختصون ومختصات في قطاعي الحج والعمرة بضرورة تفعيل شعار (صنع في مكة) على المنتجات والهدايا المصنوعة للحجاج والمعتمرين، لمواجهة زحف الصناعات الصينية في هذا المجال، مؤكدين على أهمية إيجاد (نقاط توزيع) قرب المساحات المجاورة للحرمين الشريفين وفي المطارات، لما تمثله من نقاط توزيع قوية، لتدوير منتجات الهدايا، وإلى ضرورة تعاون الأمانات وفروع التجارة في آلية التدريب والتسويق لتحقيق (صنع في مكة). وانطلاقا من واقع تجربتها في مهنة الطوافة، رأت رئيسة القسم النسائي في مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا الدكتورة وفاء منذر، أنه من خلال التعامل مباشرة مع ضيوف الرحمن بمختلف جنسياتهم ومستوياتهم منذ عشر سنوات، أن الحيرة تواجه المعتمر والحاج في اختيار الهدايا التي تعكس العبق الأصيل لمكةالمكرمة. مضيفة «أن صناعة هدايا الحجاج والمعتمرين والزوار تعد خطوة مهمة تعكس المكانة الدينية لأرض الحرمين، وإهداء يقدم لضيوف الرحمن». وأشارت وفاء منذر إلى أنه في حال شرعت الأبواب لتصنيع الهدايا لضيوف الرحمن، فسيشهد قطاع الحرفيات والمشاريع الناشئة، نقلة اقتصادية بارزة، خاصة في موسمي الحج والعمرة. من جانبها، طالبت نائب رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة ورئيس شركة الرهى للمسؤولية الاجتماعية ألفت قباني، المستثمرين في القطاع الصناعي بمضاعفة الجهد خلال الفترة المقبلة، لتحقيق رؤية أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، في تفعيل شعار (صنع في مكة) والارتقاء بالأنشطة الصناعية في العاصمة المقدسة، لمواكبة النمو المتزايد في أعداد الحجاج والمعتمرين. وقالت قباني: استبشرنا خيرا بالشروع في إنشاء أول مصنع للتغذية بتكلفة 200 مليون ريال لتوفير الوجبات الغذائية لضيوف الرحمن، ونأمل أن تتبع ذلك خطوات أخرى تتمثل في إنشاء مصانع متخصصة في إبداع هدايا المعتمرين والحجاج؛ من سجاد وعطور وعنبر وهدايا أخرى، تحمل عبق ورائحة الحرم المكي الشريف ومسجد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث ستكون هذه الخطوة محل تقدير العالم كله، وخطوة مهمة لافتة لكل من يزور هذه الأرض المقدسة. وشددت نائب رئيس اللجنة الصناعية على أن الأسر المنتجة يمكنها أن تلعب دورا رئيسيا في هذا المشروع الكبير في حال استثمار بعض الأفكار البناءة التي تساهم في تحقيق الشعار، كما تمنت أن تتم دعوة رواد ورائدات الأعمال إلى طرح رؤيتهم لنجاح المشروع الذي سيساهم في استيعاب وتوظيف عدد كبير من الشباب. وأكدت أنها وعددا كبيرا من الصناع جاهزون لتنفيذ مشاريع (صنع في مكة) في حال وجود الأرض الصناعية والدعم الكافي، في ظل المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي أن يضطلع بها جميع الصناع لرفعة اسم هذا البلد عاليا، خصوصا أننا نشعر بالحزن والألم ونحن نرى الحجاج والمعتمرين يعودون إلى بلادهم وهم يحملون هدايا صينية وتايوانية. بدوره، رأى رئيس مجلس جمعية الأيادي الحرفية الخيرية في منطقة مكة الدكتور أحمد هاشم، إمكانية الاستفادة من منتجات الحرفيات والحرفيين السعوديين، كانطلاقة لإيجاد منتج سعودي يحمل (صنع في مكةالمكرمة) وطرحها في السوق كهدايا للحجاج والمعتمرين. مؤكدا أن الفكرة قابلة للتطبيق، وأن المملكة تفقد سنويا 40 مليار ريال لعدم وجود مصانع وطنية تلبي احتياجات الحجاج والمعتمرين من الهدايا، خاصة في ظل زيادة أعداد المعتمرين إلى ثمانية ملايين. وأشار هاشم إلى أن عدد المسلمين في العالم فاق 1700 مليون مسلم، وأن 70 في المائة منهم فقط يقطنون في دول العالم الإسلامي، التي تتوزع في أربع قارات، وتقدر نسبة المسلمين في العالم، الذين يتوجب عليهم أداء فريضة الحج والعمرة خلال فترة أعمارهم التي تتراوح بين 20 إلى 50 سنة، 960 مليون مسلم جاهزين لأداء مناسك الحج والعمرة مرة واحدة على الأقل كل 30 عاما، وهو ما سيحقق دخلا سنويا يساوي 640 مليار ريال في حال إن قدرنا أن كل حاج ومعتمر يصرف عشرة آلاف ريال خلال زيارته للأماكن المقدسة، وهو دخل يزيد على إجمالي إيرادات المملكة المقدرة ب470 مليار ريال، بما في ذلك إيرادات النفط والغاز. وأوضح هاشم بأن الدراسات الميدانية تؤكد على أن كل حاج ينفق 25 في المائة من إجمالي مصروفه على الإقامة والسكن، و15 في المائة على النقل الجوي، و14 في المائة على التغذية، و12 في المائة على الملابس، و10 في المائة على الوقود والمحروقات، و7 في المائة على الاتصالات، و6 في المائة على النقل البري والبحري، و11 في المائة على الصحة والخدمات الأخرى، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مقدار العائد الاقتصادي في تلك القطاعات. مؤكدا ضرورة إشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة لتنظيم وتسهيل الإجراءات الرسمية أمام الأسر المنتجة، إلى جانب طرح منتجاتهم بجودة عالية، لمنافسة السلع المستوردة، من إقامة المعارض، والبازارات الحرفية، وتوفير مواقع للتسويق في الأماكن ذات الأثر التسويقي الجيد. واقترح هاشم أن تتبنى إمارة منطقة مكةالمكرمة، خطة تشغيلية ضمن مشروع استراتيجي، يشمل طرح المنتجات الحرفية السعودية خلال خمس سنوات من بداية العمل التشغيلي، ليس فقط لسكان العاصمة المقدسة فقط بل المنطقة بأجمعها، يكون من ضمن محاوره اختيار إحدى المنظمات أو الجمعيات ذات الاهتمام بالعمل الحرفي لتدريب الفئات على إنتاج الحرف ذات الطابع السعودي. فيما لفت رئيس لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في جدة أيمن جمال، إلى أن لدى اللجنة أفكارا عن صناعة هدايا مكة، يقف أمام تحقيقها عدم وجود (نقاط التوزيع). مؤكدا على ضرورة إيجاد مساحات حول الحرمين الشريفين، والمطارات، التي تعد من أقوى نقاط التوزيع، لتوصيل المنتجات وتسويق البضائع.