في خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، قام جنود من جيش وضباط شرطة الاحتلال الإسرائيلي بنبش أحد القبور في مقبرة باب الرحمة، الملاصقة لسور المسجد الأقصى، بحجة البحث عن سلاح. وأوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن حراس المسجد الأقصى شاهدوا من فوق سور المسجد جنود حراس الحدود وضابط شرطة ينبشون قبرًا ملاصقًا لسور الأقصى بمقبرة باب الرحمة، فتوجه برفقة عدد من موظفي وحراس الأوقاف إلى المكان، ولدى وصولهم أخبرهم الضابط بأنه يجري البحث عن سلاح، حيث كان هناك شابان موجودين بالمكان ولاذا بالفرار لدى رؤيتهما الجنود. ونفى الشيخ الكسواني ادعاء الشرطة لافتًا إلى أنه أحد العاملين لدى لجنة رعاية المقابر الإسلاميَّة، وكان يضع شاهدًا لأحد القبور بطلب من عائلة مقدسية. واستنكر الشيخ الكسواني نبش الشرطة للقبر، ومحذرًا من أيّ خطر ينجم عن ذلك وقال: «إنه انتهاك صارخ لحرمة قبور المسلمين، ولا يحق للشرطة الإسرائيليَّة التعدي على هذه القبر بحجج واهية، فنحن نعرف موظفينا، وكان ظاهرًا للعيان أنَّهما يعملان لوضع شاهد للقبر، وليس لتخبئة أيّ شيء، ونحن المسلمين نحترم حرمة الميت ولا يتم تخبئة شيء في قبور أمواتنا». بدوره قال، وزير الأوقاف والشؤون الدينيَّة الفلسطيني، الشيخ يوسف ادعيس إن الاحتلال الإسرائيلي وفي غياب أيّ رد فعل للجم سياسة الاقتحامات والتعديات على المسجد الأقصى وما حوله، ماضٍ قدمًا في فرض التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة على كلّ التراث والحضارة الإسلاميَّة بالمدينة المقدسة، وينتهج أساليب عدَّة في تهويده للمكان والتاريخ، وحتى قبور الأموات لم تسلم بنزع إسلاميتها، وتزويره لها باستحداث قبور وهمية يهودية، وإغلاقه لمؤسسات فاعلة تعمل على خدمة المسجد الأقصى المبارك، وباتت تعمق من سيطرتها على مسارات ينابيع وقنوات وأعين المياه العربيَّة التاريخية العريقة من الفترة اليبوسية الكنعانية، ثمَّ الإسلاميَّة، وتحويلها إلى مسارات تلمودية توراتية، واستيلائه على منازل المقدسيين بحماية شرطة الاحتلال الخاصَّة التي كان آخرها الاستيلاء على 23 منزلاً سكنيًّا في حي وادي حلوة وحارة بيضون ببلدة سلوان بالقدس المُحتلَّة، وذلك تزامنًا مع اقتحام عدد منهم المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، بحراسة شرطية مشددة، ويعتمد الاحتلال في المرحلة الحالية تكثيف الاقتحامات تزامنًا مع إخلائه من المرابطين، ومصاطب العلم. وكشف ادعيس عدد الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي ودور العبادة خلال شهر سبتمبر، التي بلغت أكثر من (110) اعتداء وانتهاك، تمثلت بأكثر من 45 انتهاكًا للمسجد الأقصى المبارك، وقرابة 60 على المسجد الإبراهيمي من خلال الإغلاق، ومنعه لرفع الأذان، والاعتداء على المقابر، والاعتداء على الممتلكات الوقفيّة.