قال الله تعالى وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97، سورة آل عمران). وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ أي حق لازم، وفرض محتَّم على المستطيع من الناس حج بيت الله الحرام، ومن ترك الحج مع استطاعته له، فإن الله غني عنه وعن عبادته، ووضع «ومن كفر» موضع من لم يحجَّ، تأكيداً لوجوبه، وتغليظاً على تاركه، كأنه على حافة الكفر. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه»، متفق عليه. «رجع كيوم ولدته أمه» أي رجع من حجّه تقياً نقياً، كأنه لم يرتكب ذنباً، كالطفل الصغير الذي لم يكلّف. كما أن في هذا الشهر يوما له فضله على سائر الأيام وهو يوم عرفة، عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال «سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عرفة؟ قال: يُكَفِّرُ السنة الماضية والباقية» رواه مسلم. «يكفر السنة الماضية والباقية» أي صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين من الذنوب الصغائر: السنة الماضية والسنة الآتية.