يخوض الهلال غدًا الثلاثاء أمام العين الإماراتي هناك في العين واحدة من أهم مواجهاته الكروية في العقد الأخير، وأهميتها لا تكمن في أنها ستحدد مصير وصوله للنهائي الآسيوي فقط بل في كونها تأتي في ظروف فنيَّة ونفسية ونتائجية تميل للهلال الفائز ذهابًا بثلاثية نظيفة، والمتكامل عناصريًا والمتطوّر فنيًّا والمستقر تدريبيًّا وإداريًّا، فهل سيتمكن من تجاوز العين إلى النهائي أم لدى الأخير رأي آخر؟ ما يحتاجه الهلال في لقاء العين هو بالضبط ما افتقده في لقاء الفتح الأخير، حينما تسابق مهاجموه على إهدار الفرص السهلة حتَّى كاد أن يخرج متعادلاً وخاسرًا لنقطتين ثمينتين في مشوار منافسته على بطولة الدوري، التركيز في التمرير واستثمار الفرص وفي التعامل مع مجريات وأجواء وتطورات المباراة مطلب ضروري لاقتناص بطاقة الصعود للمباراة النهائية والاقتراب من تحقيق منجز الآسيوية، وإلى جانب ما تقدم على الإدارة الهلالية تهيئة وتحضير الفريق جيدًا، والتشديد على اللعب بحذر والحرص على عدم نيل أية بطاقة وبالذات في بداية المباراة.. دعواتنا لممثل الوطن بالتوفيق والعودة بإذن الله من هناك بنتيجة تسعد جماهيره الوفية ومبهجة للجماهير السعوديَّة المتحفزة لتحقيق إنجاز يسجل باسم الوطن قبل الهلال.. اتحاد البلوي غير ظل نادي الاتحاد في السنوات الأخيرة يعاني من معضلة عدم الاستقرار نتيجة الصراعات والحروب الداخليَّة التي باتت واضحة ومعروفة ومعلنة، ما تسبب في تغيير وإقصاء أربع إدارات متتالية لم تستطع إكمال دورتها النظامية بالرغم من أنّها لم تأت بالتزكية أبو بمزاج أو رغبة من جهة أو فئة ما وإنما عن طريق الانتخاب، وكان من البديهي أن تُؤثِّر هذه الأجواء المضطربة على أوضاع النادي الماليَّة والفنيَّة والشرفية والجماهيرية وأيْضًا الإعلامية، وبخاصة فريق كرة القدم الذي كان إلى ما قبل هذه الزوابع من الفرق البارزة والمنافسة والحائزة على البطولات المحليَّة والخارجيَّة.. الآن وبعد تولي إبراهيم البلوي رئاسة العميد حدث تحوَّل إيجابيّ سريع، ورأينا الاتحاد يتجه نحو الاستقرار والعمل بمنهجية في فترة زمنية قياسية، ما انعكس على نتائج فرق كرة القدم وألعاب النادي المختلفة، يحدث هذا في الوقت توقع فيه الكثيرون وأنا أحدهم أن يتعرض البلوي لنفس مصير أسلافه، فما السر في ذلك؟ ولماذا حقق البلوي ما عجز عنه الآخرون؟ من المؤكد أن لشخصيَّة البلوي الرزينة والعقلانية وكذلك قربه وخبرته في الشأن الاتحادي دور في ذلك، لكن هذه السمات وحدها لا تكفي، فقد توافرت قبله في الدكتور المرزوقي واللواء الجهني، الأمر يفسر وجود عوامل أخرى ساعدته على تحقيق النجاح، أبرزها دعم شقيقه الرمز الاتحادي الشهير منصور البلوي ماديًّا وإعلاميًّا وامتداد تأثيره القوي على الكثير من الجماهير الاتحادية، وهذه الميزة لا تعيبه ولا تقلل من قيمته بقدر ما تشكّل مصدر قوة له وبالتالي فائدة كبرى للعميد الكيان.. أخيرًا.. من المهم ومن مصلحة الكرة السعوديَّة أن يعود الاتحاد لسابق تألقه وحضوره، فشكرًا للرئيس الخلوق إبراهيم البلوي ولكل من ساهم في صياغة العميد الجديد.. ومازالت المهزلة مستمرة! جاء بيان اتحاد الكرة الحاسم والمنصف للدكتور عبد الله البرقان ليكشف حقيقة وأهداف وصحة ما كتبته الأسبوع الماضي من أن هنالك فئة لا تريد الخير للكرة السعوديَّة، وتكره التنظيم والعمل بانضباطية واحترافية حتَّى تتفرغ لمزاولة عبثها وتلاعبها، وتأكَّد هذا أكثر باستمرار نفس الحملة بعد صدور البيان الملجم والمدعم بالوثائق.. المؤلم هنا ألا يتخذ اتحاد الكرة أيّ موقف يحمي النزيه البرقان من فوضى المتلاعبين وسموم المرجفين المحبطين، ويحفظ للجنة وللاتحاد ولمنسوبيه سمعتهم واحترامهم، والمعيب أن يهبط مستوى فكر وطريقة إدارة أحد البرامج إلى درجة لم يفقد بسببها أبسط مفاهيم وأصول المهنية والنزاهة والمصداقية والأمانة فحسب، بل تحوَّل إلى برنامج للتندر وإضحاك وإثارة اشمئزاز المشاهدين.. عمومًا إذا كانت مثل هذه المؤامرات تحاك ضد مسؤول بحجم ومكانة وقيمة د.عبد الله البرقان ولجنة الاحتراف المتميزة فهذا يعني أنها تقوم بما أسوأ وأقسى باتجاه أندية ونجوم لا يشاطرونهم الميول..