الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... تشهد المملكة العربية السعودية في هذه الأيام مناسبة عظيمة على قلب كل فرد من أفراد هذا المجتمع النبيل، تحيي لنا الماضي التليد وتربطنا بتاريخ الأجداد المجيد، وتذكرنا بما لبلادنا من أمجاد تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فتورث لنا الاعتزاز والافتخار بقيام هذه الدولة المباركة، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن (غفر الله له) الذي وحد الجزيرة وجمع شتاتها ولم شملها على التوحيد والمعتقد الصحيح، فنعمت بالأمان والازدهار في وقت كانت أحوج ما تكون إلى ذلك، فشهدت هذه البلاد المباركة رحلة مستمرة من العطاء والاستقرار والازدهار وحتى العهد المضيء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- القائد المجدد والملك الصالح، وباني النهضة الحديثة لهذا الوطن الشامخ. لقد قيض المولى -عز وجل- لهذه البلاد قائدا فذا، ذا نظرة ثاقبة، وأفعال صائبة وسياسة حكيمة استحق من خلالها -حفظه الله-، احترام المجتمع الدولي، وقادة الدول، وأعرق الجامعات التي تتسابق على مقامه الكريم لتمنحه شهادات الدكتوراه، وخطابات التقدير، امتنانا وعرفانا بدوره الحضاري والإنساني في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية. لقد أنجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهذا الوطن وأبنائه منجزات ضخمة وبارزة، سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، على الساحة السياسية والاقتصادية والأمنية، فقاد السفينة إلى شاطئ الأمان، ومرفئ الاستقرار والازدهار في وقت تتهاوى فيها الدول، وتتشرد فيها الشعوب وتضطرب فيها الأوطان. لقد وقف -حفظه الله- بصلابة في محاربة الإرهاب والتطرف والغلو، مثلما وقف بقوة في نشر ثقافة الحوار والتسامح، ونشر التعليم عبر الجامعات المحلية، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. ومن أجل هذا وذاك كله يجب على كل ابن من أبناء هذه المملكة أن يعتز ويفتخر، ويسخر جهده ووقته لخدمة دينه وعقيدته ووطنه، وأن يتذكر في هذا اليوم، عظمة التوحيد، ونعمة الاستقرار. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وأن يجعل ما يقدمونه لهذا الوطن وللمسلمين في موازين حسناتهم، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.