يصادف الأربعاء غرة شهر أكتوبر اليوم العالمي للمسنين الذي يعتبرمناسبة عالمية للتعبير عن قضايا هذه الفئة الاجتماعية الهامة، وهو مناسبة للتذكير بواجب الرعاية والاهتمام تجاه هذه الفئة، التي تطرأ على حياتها الكثير من التغيرات الصحية والنفسية والاجتماعية. وعلى الرغم من أن المملكة تعتبر من الدول الشابة قياساً على النسبة الغالبة للشباب من إجمالي عدد السكان، فإن ذلك لم يقلل من الاهتمام الرسمي والشعبي بالمسنين وقضاياهم، حيث يستند النظام القانوني في المملكة إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي تنظر بعين الاعتبار والاحترام لكبار السن وتقديم كل أشكال الرعاية والعناية لهم، تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي تقوم عليه نظم الرعاية في الإسلام. لم تأل الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله جهداً في تقديم كافة أنواع الرعاية عبر برنامج وزارة الشئون الاجتماعية لمساندة قضايا المسنين، حيث يؤمن نظام الضمان الاجتماعي حقوقاً ومكتسبات في حالة التقاعد والشيخوخة. كما يعمل على استمرارية دمج المسن في محيطه الاجتماعي وتعزيز دور الأسر في رعاية كبارها وتحسين الاتجاهات السلوكية نحو كبار السن. لا يخفى على المتابع ان هناك نسبة من المسنين يعانون من عدة مشكلات أهمها المشكلات الصحية، وبعض المشكلات الاجتماعية التي تشعرهم بالوحدة والعزلة خاصة عند فقدان شريك الحياة، وابتعاد الأصدقاء أو إقصائهم من المشاركات في الأنشطة الاجتماعية والمناسبات العامة. ونحن إذ نتشرف بخدمة هذه الفئة الغالية بمركز الأمير سلمان الاجتماعي -الذي يعد نموذجاً لمراكز الرعاية النهارية لكبار السن على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي - نضع حزمة من البرامج والأنشطة الترفيهية والاجتماعية التي تساعدهم على قضاء أوقات فراغهم بشكل مفيد ومثمر يعزز اتجاهات الحياة لديهم، ويشعرهم بأنهم مازالوا جزءًا أصيلاً من المجتمع، لهم كلمتهم ، ولهم دورهم الطليعي في الحياة العامة. وامتداداً لدوره الإنساني في خدمة كبار السن، ساهم مركز الأمير سلمان الاجتماعي في إنشاء مستشفى واحة الرياض للرعاية الصحية، كأحدث مركز لتقديم الرعاية الصحية للمسنين وذوي الأمراض المزمنة، ليقوم باستقبال المرضى الذين ما زالوا بحاجة إلى عناية طبية وتمريضية تؤهلهم للعودة إلى الحالة الطبيعية أو ما يقاربها والتقليل من الأضرار والمضاعفات من الأمراض التي يعانون منها. بالإضافة لتقديم خدمات اليوم الواحد، والرعاية الصحية المنزلية وخدمات العلاج الطبيعي والتأهيل التي يقدمها نخبة من الكوادر الطبية والتمريضية المتميزة. ونحن كإحدى المؤسسات المعنية بهذا الشأن نتطلع للمزيد من التشريعات والأنظمة الداعمة لحقوق المسنين وتوفير البيئة الآمنة لرعايتهم، والعمل على إجراء الدراسات العلمية حول أوضاعهم لزيادة فاعلية التخطيط المستقبلي لاحتياجاتهم. بهذه المناسبة نوجه تحية تقدير واحترام لكل المسنين في مملكتنا الغالية، واضعين، في الاعتبار إسهامات كل منهم في البناء الحضاري والثقافي، ودورهم في بناء الوطن ونهضته، وما تحقق على أيديهم من إنجازات ونجاحات يجني المجتمع ثمارها اليوم.