أكد اللواء محمد علي بلال - قائد القوات البرية المصرية في التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991 - أهمية الضربات العسكرية، والحرب التي تجري الآن على منظمة «داعش»، لأنها منظمة إرهابية دموية تنشر الفساد والتخريب في المنطقة، وشدد بلال على ضرورة أن يحارب العالم ، الإرهاب في كل مكان، للحد من خطر هذه المنظمات على الشعوب العربية والعالم، وأكد بلال أنّ منظمة «داعش» منظمة إرهابية كبيرة، وقد حصلت على دعم مالي كبير وكذلك تسليح حديث من بعض الدول في المنطقة، وينضم إليها مقاتلون كثر من أنحاء العالم، وبالتالي كل هذه الأسباب ساعدت على توحش هذه المنظمة، وسوف تزداد توحشاً في حالة عدم الحرب عليها ، فعندما تترك خلية سرطانية في جسد إنسان تتوحش ثم تقضي عليه كذلك تلك المنظمة، وأوضح بلال أنّ هذه المنظمة الإرهابية مثلها مثل باقي التنظيمات، تفتقر إلى الحكمة في التعامل مع قضايا الأمة، بمعني أنهم يريدون الوصول إلى السلطة مهما كانت الوسائل التي تتبعها، وفي سبيل ذلك من الممكن أن تقتل الآلاف من العرب والمسلمين، مثلهم مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن وصلوا إلى الحكم أرادوا الاستيلاء على جميع مؤسسات الدولة، بل الأكثر من ذلك أنهم أرادوا توريط مصر في حروب عدة، سواء مع أثيوبيا أو غيرها من الدول، بالإضافة إلى أنهم أقصوا كل من لا ينتمي إلى تيارهم ، ولو وصلت «داعش» للحكم في أي بلد سيحدث ذلك أيضاً، لأنّ هذه جماعات إقصائية دموية لا ترى إلاّ نفسها ولا يهمها مصلحة الشعوب ، ولفت بلال إلى أنّ هذا التنظيم الإرهابي هو صناعة أمريكية كاملة، فالمتابع للولايات المتحدة خلال السنوات الماضية يعرف جيداً كيف تتصرف عندما كانت تحرق كنيسة في مصر أو في دولة عربية أو حتى عند تعرُّض مسيحي للاضطهاد، ولكنها ظلّت صامته طويلاً بشكل مفضوح، أما حرق الكنائس وذبح المسيحيين في العراق وسوريا، وهو ما يعني رضاءها عن هذه التصرفات التي تخدم مصالحها وأهدافها، وعندما نفذ «داعش» الأهداف الأمريكية عادت واشنطن، للحديث عن الحرب على الإرهاب. وثمّن بلال مشاركة السعودية في الحرب ضد داعش، وقال كان لابد من مشاركة المملكة في هذه الحرب التي تقتصر على الضربات الجوية فقط، ونصح بلال بعدم المشاركة في حرب برية، ومن رأيه أنه لا يمكن القضاء على «داعش» إلاّ من خلال جيش الدولة الموجود فيها التنظيم والتي تقع فيها العمليات العسكرية من المنظمة، فلا يصلح جيش من خارج الدولة للقيام بالقضاء عليها لأسباب عدة، منها عدم علم الجيش الخارجي بالمناطق، فهو يحارب عصابات، وليس جيشاً منظماً، والذي يعلم كيف يتم مواجهتها هو الجيش الذي تقوم «داعش» بشن حرب عليها، فهو الذي يعلم الطرق وكذلك طبيعة المكان، وطالب بلال بإنشاء جيش عراقي وطني من جديد، بعيداً عن المليشيات الشيعية التي شكّلها نوري المالكي، وشدد على أهمية دعم الجيش العراقي غير الطائفي في الحرب ضد «داعش»، لأنه هو القادر على مواجهة هذا التنظيم والوحيد القادر على القتال في العراق. وحول القرار الذي اتخذته تركيا بشأن عدم التوقيع على البيان الصادر عن اجتماع جدة بشأن «داعش»، قال بلال إنّ القرار التركي نابع من أمرين، الأول أنّ لديها 47 رهينة تحت يد الداعشيين تخشى الإعلان عن مشاركتها خوفاً على حياتهم، أما الأمر الثاني فيتمثل في أنّ تركيا محتجة من البداية على توصيف الولاياتالمتحدة للتحالف بأنه تحالف الدول السنية في مواجهة داعش»، وأكد اللواء محمد علي بلال، أنّ هناك سبباً رئيسياً قد يؤدي إلى فشل التحالف، وهو تواجد تركيا وقطر ضمن الدول المشاركة، مشيراً إلى أنّ تركيا وقطر هما الدولتان الداعمتان لتنظيم الإخوان المسلمين. وأكد بلال أنّ مصر ستقف مع أي تحالف، يتم تكوينه بالأساس لمحاربة الإرهاب، وأشار إلى أنّ حصر كلمة الإرهاب لتكون مفصلة على تنظيم بعينه دون آخر، عملية يمكن فهمها في إطار الكيل بمكيالين، التي اشتهرت بها الولاياتالمتحدة، وأوضح بلال أنّ الإرهاب لا يقتصر فقط على تنظيم «داعش»، لكنه ينطبق على العديد من التنظيمات الموجودة في الشرق الأوسط مثل جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي تبنّت عمليات إرهابية عدة في مصر، وجماعة «الإخوان المسلمين» التي تم إعلانها جماعة إرهابية، و»جبهة النصرة»، فضلاً عن جماعات مسلحة كثيرة في ليبيا، مثل «أنصار الشريعة».