هذه الأيام يعيش الوطن مناسبة عزيزة عليه وهو اليوم الوطني للمملكة الذي يصادف 28-11-1435ه (1) من الميزان الموافق 23-9-2014م والذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ المملكة وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية سنة (1351ه) وقد أثمر هذا التوحيد عن معطيات وإنجازات على كافة الأصعدة طيلة أدوار الحكم بدءاً من الملك عبدالعزيز - طيّب الله وثراه- ومن بعده الملك سعود وفيصل وخالد وفهد والملك عبدالله الذي يقود المسيرة الآن، والمواطنون في هذه المملكة الطاهرة يترقبون هذا اليوم ليفرحوا ويتباهوا به شكراً لله على نعمه الأمن والاستقرار والنهضة الشاملة التي عمت المملكة هجرها وقراها ومدنها والتي شملت منظومة الحياة التعليمية والصحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والسياسية والرياضية وحقوق الإنسان وقبل هذا وذاك الإنجازات المتواصلة التي تتم في كل عام في الحرمين الشريفين، أيضاً يجب أن لا نسى أن ما يتم في المملكة العربية السعودية ينعكس على العالمين العربي والإسلامي وحتى العالم بأسره، حيث إنها لاعب رئيسي ومؤثّر في العالم لأنها تنشد الخير والسلام له من خلال مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والمتمثلة في مركزه العالمي حوار الحضارات ومكافحة الإرهاب ومناصرة الحق والعدل والدول التي تبحث عن حقوقها وتقرير مصيرها إضافة إلى الدعم السخي الذي يقدّمه باسم المملكة للدول الفقيرة والدول التي تتعرض للكوارث والحروب، إذاً اليوم الوطني للمملكة هو ذكرى غالية علينا جميعاً لأنه يذكّرنا بالنعمة التي يجب أن نشكرها ونعمل على ديمومتها وهذا يدحض من لديه حساسية من الاحتفاء باليوم الوطني ويصفه بالأعياد الوطنية التي تُقام في الدول الأخرى والتي عادة لا تؤصّله من خلال الثوابت وضوابط الشرع الذي يعتبر هو ديدن هذه المملكة منذ تأسيسها على يد الموحّد الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه- الذي جعل حكمه لهذه البلاد وفقاً للشريعة الإسلامية فلا شرقية ولا غربية معتمدة على الله ثم أبناء هذا الوطن الذين بايعوه ومن بعده أبناءه البررة الذين تقلدوا الحكم تباعاً من بعده مرسخين البناء والعطاء لوطنهم وشعبهم وخدمة الأمتين العربية والإسلامية ومتعاونين بكل احترام مع دول العالم التي تنشد السلام والمحبة حفظ الله لهذه المملكة أمنها واستقرارها وجعلنا من الشاكرين لنعمه، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد.