في حياة الشعوب أيام خاصة ومميزة، تبقى بصماتها في ذاكرة التاريخ ومواطنيها، وأيامنا في هذا الوطن كلها خاصة ومميزة تحمل أسمى العلاقات والمعاني والتلاحم بين ولاة أمر هذه البلاد ومواطنيها والتي تجلت في كثير من المواقف التي لا تنحصر ولا تعد. ففي اليوم الرابع من شهر شوال لهذا العام 1430ه الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2009م تحلُّ الذكرى التاسعة والسبعون ليومنا الوطني المجيد.. ففي مثل هذا اليوم من عام 1351ه 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملاحم من البطولات قادها المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق 15 يناير 1902م. وفي 17 جمادى الأولى سنة 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. هي تسعة وسبعون عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة. ففي هذه المناسبة الغالية يتذكر المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز، يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغدٍ مشرقٍ في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم. واليوم نقف لنتذكر ونتدبر كيف كان حال الوطن من فرقة وتمزق وشتات إلى كيان راسخ قوي وفاعل بين الأمم لنحمل على عواتقنا الحفاظ على هذا الكيان الشامخ الذي أسسه المؤسس وحمل الراية من بعده أبناؤه البررة من بعده. في هذه الذكرى نقف وقفة تأمل وإجلال نترحم على مؤسس هذا الكيان ونشد على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وإلى الأسرة الكريمة، مهنئين ومجددين الولاء، متمنين من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يديم عليها نعمة الإسلام والوحدة والأمن والاستقرار. وبمناسبة هذا اليوم الغالي أقول: كل عام وأنت بخير وأمان ياوطني، وكل عام وأنت بخير وسؤدد يامواطن هذا الوطن الغالي، كل عام وأنتم بخير ضيوفنا الكرام من كل أرض. وعلى بركة الله تتواصل المسيرة من أرض الخير إلى مزيد من الخير والنماء. وأختم لأقول: أدام على هذه البلاد عزها وأمنها في ظلّ قيادتها الحكيمة، وأعانهم ووفقهم لكلّ ما يحقق العيش الكريم لأبناء هذا الوطن الكريم.. * أستاذ الحضارة الإسلامية بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض