في هذا اليوم التاريخي كان للملك عبد العزيز -رحمه الله- وقفة مع التاريخ عندما وحد المملكة العربيَّة السعوديَّة، وأنشأ دولة تعمل لتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه المباركة باحثة عن العلم والتطور، وسائرة بخطى حثيثة نحو نمو أفضل لها ولكافة شعوب العالم الإسلامي، وفي الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة الحالي تحل علينا ذكرى اليوم الوطني متجددة تحمل بين جنباتها التقدم والخير والسعادة للإنسان وأمنه ورفاهيته في هذه الأرض. إن اليوم الوطني للمملكة العربيَّة السعوديَّة يحمل العديد من الشواهد والإنجازات التي تحققت في وقت قياسي بفضل من الله عزَّ وجلَّ الذي سخر هذا القائد الوطني الغيور الملك عبد العزيز لإصلاح الدين والدنيا فتماسكت البلاد في عهده تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمدًا رسول الله) أشد ما يكون التماسك، فانطلق يعمر ويشيد حتَّى ازدهرت البلاد بالخير والنماء، وانتشرت فيها جميع وسائل الحياة الدينيَّة والدنيوية حتَّى أصبحت المملكة بفضل الله تعالى نموذجًا حضاريًا في شتَّى المجالات، فأدخل الملك عبد العزيز أحدث التقنيات في ذلك الوقت وبيَّن للناس الدين الحق بكلِّ صفاء ونقاء، وشيدت المدارس التي يدرس فيها أبناء وبنات الوطن المناهج التعليميَّة التي انفردت بها المملكة العربيَّة السعوديَّة عن غيرها حيث التربية على العقيدة الصحيحة، وفهم الدين والشرع كما أمر الله به إلى جانب العلوم الحديثة التي تساعد على نهضة الوطن، فإنَّ مما نفخر به ونعتز، أن المملكة العربيَّة السعوديَّة تأسست على كتاب الله وسنَّة رسوله، ونص نظامها الأساسي على ذلك بأن دستور المملكة العربيَّة السعوديَّة كتاب الله وسنَّة رسول. لذلك فإنَّ اهتمام المملكة العربيَّة السعوديَّة بالقرآن الكريم أمر بدهي لا يحتاج إلى تقديم البراهين والأدلة، فهو دستورها ومنبع أحكامها، ومنهاجها، فلا غرو أن تعتني به غاية الاعتناء وتهتم به من جميع الجوانب، حفظًا وتجويدًا وطباعة وتسجيلاً، وقد بلغ اهتمام المملكة العربيَّة السعوديَّة بالقرآن مبلغًا كبيرًا، وظهر ذلك واضحًا في مستوى أئمة الحرمين الشريفين، وهم من خريجي حلقات القرآن الكريم ومسابقاتها المحليَّة والدوليَّة، في قوة حفظهم، وحسن تلاوتهم، وتأثير أبناء الأمة بصلاتهم، والمسابقات القرآنية التي تقام من وقت لآخر. هذه لمحات وإرشادات للبدايات التي تحولت إلى ما نراه اليوم من جهد ضخم، وصرح كبير، وإن ذلك يدل على الصدق والإخلاص لمن أسس وبنى -رحمه الله رحمة الأبرار- فبُنيت المساجد في جميع مناطق المملكة وعلى رأسها الحرمان الشريفان وجميعها تزخر بحلقات العلم والقرآن، وتعلوها كلمة الحق، والفضل في ذلك كلّّه يرجع إلى الله، ثمَّ الملك عبد العزيز، فهو بجانب اهتمامه بالقرآن وعلومه والسنَّة النبويّة أقام المحاكم الشرعية التي تُطبّق شرع الله في أرضه، تنفيذًا لكلام الله عزَّ وجلَّ وكلام رسوله وإعلاء كلمة الحق وإقامة العدل بين الناس، ونتج عن ذلك إنشاء الأمن والأمان والطمأنينة بين جميع الناس، وما زالت المملكة العربيَّة السعوديَّة بفضل الله تعالى تتمسك بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة، هكذا كان قائد الأمة الملك عبد العزيز، ثمَّ أتى من بعده أبناؤه البررة الملك سعود - وفيصل وخالد وفهد، ثمَّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين الأمير سلمان، فساروا على نفس الدرب الذي سلكه والدهم -رحمه الله-.