في درة المجد، ووسط حشد من العشاق، وفي ليلة من ليالي الزعيم. أرادها الزعيم موقعة للتاريخ، للذكرى، للمستقبل. أتت عين الإمارات لتشهد عظمة زعيم عن قرب. وفي رمشة عين، سطع نور الهلال فأغشاها. عشر دقائق فقط كانت كفيلة بإرسال رسالة مفادها: (آن لها أن تعود). ضرب الهلال بقوة كما لم يضرب منذ زمن. صدم عشاقه قبل منافسيه، وأظهر أن الرغبة الجامحة والعزيمة الصادقة تؤتي ثماراً. فلعبة الذهاب والإياب، لا يراهن عليها دوماً، بل ما يراهن عليه هو اغتنام الفرصة وتأكيد السطوة وتجريد خصمك من مجرد الحلم بالعودة. قلناها سابقاً، يجب أن يسجّل الهلال ويسجّل كثيراً ليرتاح. وإن كنا نتشرّب تفاصيل جنون كرة القدم، ولا نأمن تقلباتها، ولكن النتيجة قد قطعت بالهلال (فعلياً) ثلاثة أرباع الطريق المؤدي للنهائي الحلم. فالأهداف الثلاثة المطالب بتسجيلها العين ليست بذات الثلاثة الأهداف التي سجّلها الهلال ذهاباً. فالعين سيقع في حرج الهجوم الكاسح رغبة في التعويض، على حساب دفاعاته الهشة التي ترتعد فرائصها لمجرد التفكير بمرتدات يقودها الزلزال وسالم ونواف ومن خلفهم الساحر نيفيز. هي ليست دعوة للتهاون والتساهل بلقاء رد صعب، بل هو تذكير بعلو كعب وأفضلية واقعية يجب التعامل معها كما يجب. وفي ذات السياق أحب أن أذكر عشاق الزعيم بحق فريقهم عليهم بالاحتفاء بما قدّموا. فعبارات التحذير من الفرح، وتأجيل الشكر، وتصوير ما حدث ب(لا شيء) هو ظلم بواح لرجال تأهبوا فبذلوا ثم حصدوا ثمار تعبهم فوزاً عريضاً. فحُقّ على جمهورهم الإشادة. فالاحتفاء بهم الآن سيرونه مجرد عينة لما سيتم تقديمه كلما اقتربوا أكثر من الذهب. والإشادة بهم هي حفظ لحقوقهم ودعوة لبذل المزيد. في الهلال حالياً نستطيع تلمس نضج كروي، مدعومٌ بثقة في الإمكانات على مختلف المستويات. وبعبارة أخرى، ملامح بطل. فبالمرور على تشكيلة الفريق تجد مصادر قوة عدة تجعل من الكتيبة الزرقاء فريقاً ثقيلاً (بسم الله ما شاء الله). واستيعاب الوضع الحالي بلا إفراط أو تفريط في التقييم، يُسهّل على الفريق البحث عن نقطة أعلى للارتقاء قد تحجبها كثرة القلق وزيادة الحذر. اللافت للنظر في مسيرة الهلال هذا الموسم (حتى الآن)، هو عدم التأثر بكل تلك الزوابع والقضايا المفتعلة الخارجة عن نطاق المستطيل الأخضر. فبمقدار رغبة الهلاليين في تحقيق حلمهم، تجد هناك من يبذل الغالي والنفيس للحيلولة بين الأيادي الزرقاء وملامسة الذهب. والاستمرار على نهج التغافل عن مكدرات صفو الزعيم هو أنجع الطرق لتحقيق الحلم، وإعادة تلك المتمردة إلى مكانها الطبيعي في كنف زعيمها وداخل أسوار قلعته المرصعة بالذهب والمجد. رجال الهلال هذه المرة عاقدو العزم على رسم بسمة على شفاه محبيهم تلتصق بها لفترة طويلة. فبعد توفيق الله، هم لا يحتاجون لأكثر من دعمهم وإعطائهم حقهم من الإشادة لا أكثر. خاتمة... برد وسموم نحبها في سلمها وفي حربها نحبها .. نحبها .. نحبها مملكتنا عشق كل المسلمين.. ما أكثر الحسّاد واللّي عاشقين والله إنّك دمنا بعروقنا.. للعمر دونك ترانا مرخصين (سعود بن عبدالله)