تحل علينا ذكرى اليوم الوطني ال 84، وتحتفي المملكة فيه قيادة وشعباً بذكرى إعلان المؤسس -طيب الله ثراه- توحيد هذه البلاد المباركة تحت راية (لا إله إلا الله)، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1351ه، بعد جهاد استمر 32 عاماً، أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وهو اليوم الذي ودعت فيه هذه الأرض الطاهرة، كل عهود التخلف والشتات وأسباب التيه والضياع، لتقف على أرض صلبة تطرق من خلالها كل أبواب التقدم والتحضر، لترقى بعدها قمم المجد العريض، لتنشأ دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا، ناشرة الخير والسلام والمحبة، باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها. ومنذ توحيدها على يد المؤسس -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه البررة الذين حكموا البلاد حتى يومنا هذا، وهي تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والنماء، بتوفيق من الله عز وجل، ثم بحكمة وحنكة القيادة الرشيدة التي تقود السفينة إلى بر الأمان، وهي تتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، حفظهم الله. هذا الحدث الغالي يتواكب مع حالة البناء والتشييد التي تشهدها المملكة، وتسارع عمليات التنمية وزيادة الاستقرار والأمان الذي تعيشه، مما جعل الجميع يزهو بانتمائه إلى هذا الكيان، بلد الأمن والأمان والخير والسلام. كما أن من أبرز ما يجب الحديث عنه في هذه المناسبة، هو الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة للإنسان السعودي وتعليمه والسعي نحو تأهيله وتدريبه في مختلف المجالات، فكان بسط التعليم الأساسي في جميع أرجائها، وكانت الجامعات العملاقة والمؤسسات التعليمية المتخصصة، وبرامج البعثات الخارجية التي أتت، وستؤتي ثمارها خيراً عميماً بإذن الله. إننا في هذا الوطن الغالي، ننظر بعين الاعتزاز والفخر، لتلك الجهود الجبارة والهمم العالية، التي وقفت خلف كل ما تحقق لكل بلادنا الحبيبة في شتى الميادين التنموية والحضارية، ولعل ما رصد من ميزانيات كبيرة لدعم كافة المشروعات التنموية، يعطي دلالة واضحة على توجه حكومتنا الرشيدة، لتلمس احتياجات المواطن بصفته مرتكز العملية التنموية وعنصرها الأساسي، ويحق لنا أن نفتخر جميعا بالنسيج السعودي الواحد، الذي أثبت تلاحمه ووحدة صفه وعمق وعيه. إن اليوم الوطني للمملكة، ذكرى تاريخية عظيمة، فتحت صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، بتوحيد البلاد وإطلاق نهضة تنموية شاملة ازدهرت في ظل قيادة حكيمة وواعية، وهو مناسبة سعيدة للتعبير عن تلاحم الشعب بالقيادة، لما يمثله خادم الحرمين الشريفين، من مكانة في قلوب الجميع، فمشاعر الحب والبهجة التي تشهدها بلادنا في هذا اليوم المبارك، دلالة صادقة على تماسك القيادة والشعب، منذ تأسيس هذه البلاد، حتى عهدنا الزاهر، عهد الرخاء والخير، عهد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده، حفظهم الله، وأدام توفيقه عليهم، وباتت المملكة تحقق الإنجاز تلو الآخر، التي تجسدت في ترسيخ أسس التطور وبناء قاعدة اقتصادية ووطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم. وبهذه المناسبة أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وإلى الأسرة المالكة الكريمة، وإلى الشعب السعودي النبيل، سائلاً العلي القدير، أن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.