الشاعر الكبير محمد الجواهري - كما هو في كل رائعة من روائع شعره الراقي - كانت قصيدته الرائعة التي قالها في المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - منذ زمن بعيد، وكأنها تحاكي واقعاً ما تعيشه المنطقة في وقتنا الحاضر، حيث تعبيراته وما فيها من ثناء وإشادة بحكام هذا البلد، ومدى سهرهم على العناية بشعبهم ووطنهم؛ ليصيروا إلى ما صاروا إليه لمثل هذا الواقع المشرف واللائق بين الأمم، بعيداً عن واقع تلك البلدان المبتلاة بالحكام المغامرين والعابثين بحاضر ومستقبل بلدانهم؛ ما حرم تلك الشعوب من الاستمتاع بخيرات وثروات بلدانهم، بالرغم من وفرتها. وفيما يأتي بعض أبيات تلك القصيدة الرائعة: تأمل في السهول وفي الروابي ومختلف الأباطح والمغاني ألست ترى ارتياحاً وانطلاقاً يلوح على خمائلها الحسان وفي شتى الوجوه ترى انبساطاً ولو في وجه مكتئب وعاني فليت الساهرين على دمار فداء الساهرين على الكيان فسبحان من كرم هذه البلاد، وجعل فيها الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهبط الرسالات على نبي الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وجعل ولايتها في أيدي أولئك الرجال العظام الميامين، ومن ورائهم هذا الشعب الذي يكنّ لهم كل الولاء والوفاء والمحبة ورد الجميل.