عاش العالم تجربة حربه على القاعدة التي تفككت لتصبح أكثر من قاعدة وأكثر من ذراع عسكري، واليوم ستدخل الحرب على داعش التي ستفكك لتصبح داعش العراق وداعش سورية وداعش الخليج وداعش أوروبا. تجمع العالم على حرب داعش قصد منه القضاء على الجناح العسكري، أما الفكر سيبقى كما هي القاعدة بل سيزيد انتشاره، وهذه هي مخاوف العالم الإسلامي والعالم العربي, فعندما ضربت القاعدة وطالبان في أفغانستان انتقلت القاعدة إلى باكستان ثم بحر العرب والقرن الإفريقي ثم اليمن والخليج وامتدت إلى المغرب العربي والعراق وسوريا. يخشى أن تنتقل داعش من العراق - المصدر- وسوريه التي تحمي داعش عبر غطائها الروسي والإيراني، أن تنتقل إلى الخليج العربي وإلى شمال إفريقيا، فإذا كانت معالجة الغرب على طريقة القاعدة فبدون شك ستنتقل داعش للخليج والشمال الإفريقي، إذا لم تكن هناك خطط لتدميرها كاملة ويستفاد من تجربة محاربة القاعدة عام 2001م. علمتنا التجربة نحن في السعودية والخليج والوطن العربي بأن السياسات الغربية هي الدفع بالقضايا على الحكومات والشعوب العربية، أي أن حلول الغرب دائماّ تأتي على حساب الوطن العربي، فتجربة القاعدة ما زالت ماثلة وشاخصة للعيان ارتدت علينا فحرب الغرب في أفغانستان تمت على طريقة التدمير والتكسير والضرب بالطيران لتنتشر القاعدة في معظم بلدان الوطن العربي, فالخوف أن تتكرر تجربة القاعدة فتنتشر جماعات داعش في معظم دول الوطن العربي, بعد أن تكون المعركة قتل التجمعات السكانية وسقوط الضحايا من المدنيين كما جرى في أفغانستان، لذا لابد من خطط ونهج أكثر من المحور العسكري, المحور الفكري والتنموي والاستقرار السياسي في الوطن العربي ليس فقط ذراع الحلف الأطلسي، بل مشروعات تنموية في العراق واستقرار سياسي في سورية وفتح مجال التنمية في اليمن ومصالحة في الصومال، ومزيد من الدعم الاقتصادي لدول جنوب وشرق المتوسط وبالأخص الشمال الإفريقي العربي الذي يشكل الجدار الحامي لأوروبا من دول إفريقيا الفقيرة التي تنتظر الانقضاض على الشمال الإفريقي للوصول إلى أوروبا. تجربة القاعدة إذا كررت مع داعش فإنّ هذه المرة لن تسلم أوروبا من انتقال خلايا من داعش إلى أراضيها. إذن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون معزولة عن حرب الفكر ومصادره.