سيحتل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مركزاً متأخراً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لشهر سبتمبر بعد خسارته الثقيلة مساء الاثنين الماضي أمام منتخب أستراليا ودياً (2 / 3)، وهو الذي يحتل أصلاً مركزاً متأخراً في آخر تصنيف صدر، وكان في شهر أغسطس الماضي؛ إذ كان مركزه (83) عالمياً والتاسع آسيوياً، ويليه مباشرة منتخب فلسطين عاشراً! في يوليو الماضي حصل تقدم واضح عندما صعد الأخضر إلى المركز 78 إثر نتائجه في تصفيات القارة لبلوغ نهائيات سيدني، قبل أن تعيده هزيمتا (جورجيا ومالدوف) الوديتان في إسبانيا إلى الوراء ليحتل المركز 83 في أغسطس الماضي. وأتوقع أن يكون في مركز متأخر جداً خلال الشهر الحالي بعد خسارة ودية أستراليا في لندن، لوجود العديد من المباريات الرسمية والودية في كل القارات، ستصعد بمراكز العديد من المنتخبات الفائزة التي حققت نتائج جيدة، وستهبط حتماً بالمنتخبات الخاسرة التي حققت نتائج سلبية وسيئة. تواصل هزائم وتراجع المنتخب يتواصل معه التراجع في أمور كثيرة تتعلق به، من أهمها درجة الاهتمام والقابلية لدى الجماهير الرياضية، ومن بينها درجة الرغبة والحرص على الانضمام إليه وارتداء قميصه من قِبل بعض اللاعبين (المتوقعين)، فلم نعد نشاهد أو نسمع لاعبين يخرجون يتذمرون ويتحسرون أو حتى يتساءلون عن أسباب تجاوز الاختيار لهم إلا ما ندر، وغالباً لا يكون الحديث من اللاعبين أنفسهم، وذلك أمر خطير جداً. استمرار الهزائم والتراجع والتدحرج بين المراكز المتأخرة في التصنيف العالمي يعني عدم نجاح العمل المرتب أو الخطة المعدة من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم والجهاز الإداري والفني للمنتخب للوصول إلى المبتغى، وتحقيق (الهدف) المطلوب، وهو الفوز وتحسين الصورة عالمياً، والتقدم في التصنيف والترتيب.. وهو (توجُّه) يسعى إليه الاتحاد السعودي لكرة القدم من بعد انتخابه، ومن قبل ذلك، منذ التاريخ الذي بلغ فيه الأخضر أسوأ ترتيب وصل إليه، وهو المركز (126) في ديسمبر عام 2012م، ومنذ ذلك التاريخ لم يتحقق حتى الآن. ولا يبدو أن هناك بوادر تحقيق المطلوب أو تحسنه في القريب العاجل على ضوء الوضعية التي عليها العمل الإداري والفني في المنتخب؛ وبالتالي النتائج التي يحصدها، خاصة في المباريات التي تكون هدفاً لذلك؛ وهذا ما يعني ضرورة الوقوف طويلاً ومراجعة خطة وبرنامج العمل (إن كان هناك شيء من ذلك أصلاً) وأدوات العمل الفني والإداري أيضاً، وعلى الأقل إعادة النظر في كل ذلك إن لم يكن تغييرها بما يمكن أن يطور العمل، ويسرّع الأهداف، ويأتي بالنجاح، ويحقق الأهداف التي تتناسب وتطلعات الجماهير الرياضية ورغباتها. كلام مشفر . إثر مقال الأسبوع الماضي (ماذا عمل فخامة الرئيس المطنوخ) اختلف معي بعض الاتحاديين، واستمر رفض البعض للمقال فكرة وتوجهاً، ولا يزال سؤالي قائماً للرافضين: ما الذي عمله الرئيس الاتحادي إبراهيم البلوي حتى الآن زيادة عما يجب عليه فعله وما يفعله رئيس أي نادٍ آخر؟! . في الرابع من يوليو عام 2003م حقَّق فريق الاتحاد بطولة كأس (السوبر السعودي المصري) من أمام فريق الإسماعيلي المصري بعد أن فاز بهدف حمزة إدريس الذهبي، وسُجلت تلك البطولة في عهد رئيس النادي (الشيخ) منصور البلوي. . البطولة جاءت في عهد الرئيس (الماسي) بعد ثلاثة أيام فقط من جلوسه على مقعد (الرئيس)؛ إذ تولى المنصب في الأول من يوليو، وسجلناها في رصيده، وحُسبت له بعد 72 ساعة فقط من تسميته رئيساً للنادي خلفاً للمهندس حسن جمجوم. . اليوم يرفض (المنصوريون) وغيرهم أن نحسب على (أخيه) إبراهيم البلوي مسؤوليته عن (أسوأ) نتيجة يحققها الفريق في مشاركته في البطولة الآسيوية، وخروجه المذل منها، وقد أعد وأشرف وتولى كل مهام ومسؤولية الإشراف على الفريق بعد قرابة (تسعين) يوماً من توليه المنصب، فهل هو جهل أم تناقض؟! . يحتاج الأخضر السعودي إلى (إدارة خاصة) به، تتحمل مسؤوليته بالكامل من الألف إلى الياء، (تتفرغ) له تماماً، ويصبح مشروعها الأول والأخير أمام الاتحاد وأمام المسؤولين، وقبل كل ذلك أمام جماهير الكرة السعودية العريضة والذواقة. . إدارة احترافية بهيكلة خاصة ومهام محددة ومعروفة، تطبق أسلوب (الإدارة الرياضية الحديثة)، تستطيع تخليص المنتخب من كثير من (العك) الحاصل، واللغط المتكرر، والمسؤوليات المتداخلة، والمهام العشوائية الواضحة التي يعانيها. . وليس شرطاً أن يكون ذلك بأسماء وكوادر وطنية، وإنما يفترض ويمكن الاستعانة بمدير إداري عالمي، يساعده إداريون وطنيون، ويتولى المهمة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، يضع خلالها الأسس والهيكلة والاستقلالية والبرامج التي تخلص الأخضر نهائياً من (إدارة الهواية وطريقة البشوت).