يعيش الوطن العربي هذه الأيام أجواء حرب أشبه بتلك الأيام التي عشناها عام 91م عندما حشدت العالم جيوشها لتحرير الكويت، وعام 2003م غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين، فأصبحت أمريكا دولة مجاورة لحدودنا الشمالية بخط حدودي طويل يزيد عن (800) كم، كما أن بريطانيا أصبحت دولة حدودية بل الحلف الأطلسي وقوات الاتحاد الأوربي جميعها أصبحت بالجوار، هذه الأجواء التي عاشها شعبنا السعودي تحرير الكويت عام 91م وغزو العراق 2003م تخيم علينا هذه الأيام التحضير لحرب داعش، وهنا يفترض أن الشعب العربي تعلم من الحروب السابقة بأن لا يتم (إصابة) داعش دون القضاء عليها تماما كما هو الحال في أفغانستان هزمت القاعدة لكن دون أن يقضى عليها وتركت أفغانستان تنزف دما أحمر وبلداً مهدماً وشعباً بائساً، أيضاً العراق تم التخلص من نظام صدام حسين فأصبح العراق مقسماً أو هو في طريقه للتقسيم وتحول من بلد مصدراً للنفط إلى بلد مصدراً للفقر والقلاقل والإرهاب تحكمه الأحزاب المذهبية وطوائف وتجار نزاعات، فالأطلسي دخل العراق لأول مرة وكان موحداً والآن يدخله وكله أطالس جديدة وحدود جديدة ووجوه تحكمه تأتي من خارج الحدود تحمل الثقافة والأهواء الأعجمية ولكن بلسان عربي هجين. في المرة الأولى للدخول كان الغطاء لإزاحة الحاكم الطاغية ومع زحزحة صدام تم تهميش السنة والعشائر والقبائل العربية السنية وإسكات وإخماد صوتها السياسي، مع إزاحة داعش ومحوها ما الكارثة التي ستقع على سنة العراق وعشائرها وقبائلها؟ ما يريده الشعب العراقي والإنسان العربي والقوات العربية المشاركة في حرب داعش هو القضاء على جميع العناصر الإرهابية والمنظمات الإجرامية بالعراق داعش والقاعدة والنصرة كمنظمات سنية والمنظمات الشيعية في العراق وسوريا، فإذ تركت المنظمات الشيعية دون مس بعد القضاء على الجماعات السنية فستجد الجماعات الشيعية المتطرفة نفسها تتمدد كما حدث عام 2003م عندما سيطر على الهرم السياسي منظمات شيعية متطرفة. المنطقة العربية بعد تدخل الأطلسي لتحرير الكويت وغزو العراق تعرضت -المنطقة- لاستنزاف اقتصادي وضغط على الموارد الطبيعية والبشرية، وابتزاز سياسي ومساومات وتهديدات دفعت المنطقة ثمنها غالياً من أجل إبعاد صدام ما زلنا نعانيه، فعل سيعود مسلسل صدام في حرب داعش ونعود من جديد إلى نفس النفق المجهول.