فيما أعلن الرئيس الأمريكباراك أوباما أن بلاده ستقضي على «داعش» كما قضت من قبل على «القاعدة»، رسم اجتماع مسؤولي 10 دول غربية على هامش قمة الحلف الأطلسي في ويلز أمس معالم تحالف لدعم التحرك الأمريكي ضد التنظيم. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في ويلز أمس إن «حلفاء رئيسين في حلف شمال الأطلسي مستعدون للانضمام إلى الولاياتالمتحدة في القيام بعمل عسكري لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) في العراق». وشدد على أن واشنطن ستدمر هذه الجماعة مثلما فعلت مع مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 من سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، قال وزيرا خارجية ودفاع الولاياتالمتحدة جون كيري وتشاك هيغل في بيانٍ مشترك «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقضاء عليه في نهاية المطاف». وشاركت بريطانياوفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدانمارك وأستراليا وتركيا وكندا وبولندا في الاجتماع الذي يبدو أنه رسم أساس هذا التحالف المستقبلي الذي يأمل كيري في أن يتشكل بحلول موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر المقبل. لكن تدخل قوات حليفة على الأرض استُبعِدَ، وقال كيري «أعتقد أن الخط الأحمر بالنسبة إلى الجميع حول هذه الطاولة هو لا قوات على الأرض». وتريد الولاياتالمتحدة، التي نفذت منذ ال 8 من أغسطس الماضي أكثر من 100 غارة محددة الهدف ضد مسلحي «داعش» لوقف تقدمه في شمال العراق، أن ينخرط شركاؤها في محاربة التنظيم المتطرف الذي اغتال صحفيين أمريكيين وهدد باغتيال رهينة بريطاني لديه. وأوضح كيري وهيغل في بيانهما «ليكون ناجعاً يجب أن يقوم هذا التحالف الدولي على عدة محاور: الدعم العسكري لشركائنا العراقيين ووقف تدفق المقاتلين الأجانب والتصدي لتمويل تنظيم الدولة الإسلامية ومعالجة الأزمة الإنسانية وأن ننزع الشرعية الأيديولوجية للتنظيم». وأضاف البيان «أكد المشاركون أنهم مستعدون للمشاركة الكاملة في هذه المقاربة المنسقة» و»في الأيام القادمة سنواصل المباحثات مع شركائنا في المنطقة الذين لديهم دور مهم يقومون به». ويضغط تهديد تنظيم «داعش» على الدول الغربية التي تخشى تصدير أعمال الإرهاب، واجتذب هذا التنظيم المتطرف نحو ألفي أوروبي بفضل حضوره على شبكة الإنترنت. وفي وقتٍ لاحق أمس، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن قادة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ينددون ب «الإجماع» ب «الأعمال الهمجية والمقيتة» التي يرتكبها تنظيم «داعش» الذي خطف آلاف المدنيين وارتكب عمليات قتل جماعي. وكانت ممارسات التنظيم المتطرف موضع نقاش في مأدبة عشاء قادة الحلف مساء أمس الأول الخميس. وقال مصدر فرنسي إنه عند تشكيل تحالف «فإنه لا يمكن تخيل أن يتحرك من خارج الإطار القانوني». وكان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أبدى انفتاحاً على «رد عسكري»، موضحاً أن ذلك يجب أن يتم «في كنف احترام القانون الدولي». ثم أعلن هولاند في وقتٍ لاحق استعداد فرنسا للانضمام إلى الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة. وتحاول باريس تنظيم مؤتمر دولي في سبتمبر الجاري شرط أن تكون الحكومة العراقية الجديدة تشكلت. وفي أنقرة، أعلنت السفارة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة سترسل مبعوثاً مؤقتاً إلى تركيا، مشيرةً إلى وجود «تحديات إقليمية ملحة». ومن المقرر أن يطير المبعوث الأمريكي المؤقت، روس ويلسون، إلى أنقرة اليوم السبت. واستلزم الأمر الاستعانة بويلسون، وهو دبلوماسي متمرس كان سفيراً لبلاده لدى تركيا في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، في الوقت الذي لا يزال فيه جون باس المرشح من جانب الرئيس باراك أوباما للعمل سفيرا لبلاده في أنقرة بانتظار موافقة مجلس الشيوخ.