ضرب الفساد أطنابه في الكثير من المواقع الإدارية والمؤسسات العامة، واخترق الفساد الكثير من الوزارات، وبذلت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين جهودا كبيرة للقضاء على الفساد فكانت هيئة مكافحة الفساد التي يرمز لها بنزاهة علامة مضيئة من علامات مكافحة الفساد في الأجهزة والقطاعات العامة، ولكن: هل انتهى الأمر؟ إن قيادة هذا الوطن - وفقها الله- وأبناء الوطن العزيز يعولون على تلك الهيئة الكثير من الأمور لإصلاح المجتمع الإداري والمالي ومكافحة الفساد بكل أشكاله وألوانه والذي أصبح اليوم ظاهرة ملحوظة في المواقع الإدارية، إنني أرى أن يكون لدى هيئة مكافحة الفساد سلطة إصدار العقوبات والتنسيق مع أجهزة التنفيذ لتطبيق تلك العقوبات، وما أعرفه وأسمعه أن هيئة مكافحة الفساد تعمل فقط لكشف الفساد دون أن تتبنى عقوبات أو تصدر جزاءات على المفسدين، إن عملية كشف الفساد وحدها لا تكفي ما لم يصاحبها إصدار العقوبات ومتابعة تنفيذها، إننا بحاجة إلى مقاومة الفساد والعمل بشكل جماعي من أجل القضاء عليه يحدونا الإخلاص والحرص الأكيد على أن هذا الفساد هو مرض الجسد الإداري والمالي، وقد أضرم نيرانه في الكثير من المواقع وأشعل العديد من الفتن، وجلب لنا المصائب والرزايا، إننا بحاجة إلى إخلاص المخلصين، ونزاهة النزهاء، وقمع كل من يحاول نشر الفساد في أوساط الأمة وضمير المجتمع، لقد أبرأت الدولة بقيادة قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين ذمتها عندما شكلت هيئة الفساد وباشرت تلك الهيئة مهامها وبدأت ملاحقة الفساد وكشف مواطنه ومواقعه وسلمت عدد غير قليل من العابثين إلى جهات التحقيق والمسألة، لقد أن الأوان أن تكون لدي الهيئة سلطة اتخاذ القرارات وتحديد العقوبات على كل عابث بالوطن وأجهزته ومقدراته، وانتهاك ضمير الأمة والمجتمع، إن المجتمع بحاجة إلى مصداقية عالية وضمير حي نزيه يلعب دور الناصح الأمين في أوساط الأمة ليضئ الطريق لكل مخلص حريص أن يؤدى دوره داخل المجتمع ليرتفع بهؤلاء المخلصين العطاء المتميز داخل الأجهزة والمواقع الإدارية والمالية. وفق الله كل مخلص يعمل بأمانة، ويبذل بسخاء، ويعطي بكفاءة وجدارة، ويقدم عطاءه بضمير المخلصين الأوفياء لأمتهم ومجتمعهم والصادقين مع أنفسهم والآخرين.