أنكرَ الصَّمتُ صمتَكمْ والمزارُ وشكا الثأرَ من بني العُرْبِ [ثارُ] دمعةُ القدس لم تزلْ كيف جفتْ؟ نفدَ الدَّمعُ فهُوَ في القلبِ نار! كلُّ حيٍّ يعاتبُ العرْبَ حتى عاتبَ الصَّبرُ صبرَهم والحمار كلُّ شيءٍ أعابَ يعْرُبَ حتى في يدِ الطِّفلِ عابتِ الأحجار ليت للانسحابِ ما قام صوتٌ إنَّ بالانسحاب حلَّ الدَّمار بئس ما أعلن اليهودُ خداعاً منه يفنى- قبل- الكبارِ الصِّغار لن يقرَّ السلامُ في القدسِ مالل غاصبين الديارَ في القدسِ دار ما يذيعوا للانسحاب قراراً يأت للغدرِ بعد سلمٍ قرار! كم حصارٍ شاءوا لإهلاك خيرٍ بعدَهُ خدعةً تلاشى الحصار لم يشنُّوا الهجومَ إلاَّ لقصدٍ فإذا ما انتهى إلى السِّلمِ داروا ما خلتْ غزةٌ لذي الدين إلاَّ باتِّفاقٍ أعدَّهُ أشرار أسكنوهم في غزَّةٍ ليكونوا في مكانٍ لا غيره ما أغاروا كلُّ عامٍ مجازرٌ وخرابٌ كلُّ عامٍ يردي الصلاحَ التَّتار إنْ بدا للمقاومِ اليوم نصرٌ فهُوَ وهْمٌ للظالمين ستار وإذا أذعنوا لهُدْنةِ خَتْرٍ فلهمْ في حروبهمْ أطوار قد عرفنا مغزى العدوِّ فقالوا إنَّ هذا تشاؤمٌ واندحار [1] وشرحْنا مكرَ اليهودِ فظنُّوا حسَناً فيهمُ فهاجَ الضِّرار وانتقدنا ظلمَ اليهودِ فناموا ثم قالوا لِطِفْلِنا إصرار وأعبْنا سكوتَهمْ فأجابوا إنما الصَّمتُ حكمةٌ ووقار وهمُ في تعاركِ وشقاقٍ واختلافٍ منه العقول تحار يقتلُ البعضُ منهمُ البعضَ لكنْ إنْ رأوا للعدوِّ غزواً تواروا أيُّ شيءٍ دهى بني العًرْبِ أضحى لانشطارِ الشُّعوبِ فيهمْ شعار عزمُهمْ بينهم غدا مسْتبِدًّا فإذا كرَّ خصمُهم ينهار لم يعوا سرَّ ذلِّهم من زمانٍ ولهمْ في قرانهمْ أسرار! أسفي يبرعَ اليهودُ ذكاءً ولدى يعْرُبٍ يزيد الشِّجار! إنَّ للحاكمين صوتٌ هو الدَّا ءُ إذا [بالدوا] نأتْ أفكار ليس للفكر منطقٌ في زمانٍ فيه للغدرِ - فاشياً- تُجَُّار سوقُه في الخفاءِ تعقد صفْقا تٍ ولؤْمٌ طغى به سمسار كيف يحلو عيشُ الكرامِ بوقتٍ يصطلي من لهيبه الأخيار؟ كم نَهى النَّثرُ زاجراً لم يصادفْ من يعون النُّهى إذا تُستشَار وبكى الشِّعرُ مُنذراً فاستخفوا به والشِّعرُ بالصَّوابِ مُنار! ليس إلاَّ تبلُّدُ القومِ أزرى بذويه كي يلحقَ القومَ عار ويملَّ البيانُ شعراً ونثراً ويملَّ الإفتاءُ والإخبار لم يصافوا نهْجَ المهيمن درباً لِخُاطهُمْ فزاد منه العِثار لو أقاموا شرْعَ الإلهِ ودانوا له حقَّاً بدا به الانتصار لو أقاموا شرْعَ الإله لما صا حتْ ثكالى وعمَّتِ الأخطار ليس كالدِّين ناصراً ومُعِزَّاً كم هوى وانحنى له جبَّار! يا إلهي لطفاً بغزَّةَ إنسا ناً وأرضاً إنَّ المُضامَ يُجار قلَّ- في العرْبِ للشَّريدِ - أمانٌ يا إلهي ما للشَّكيِّ جوار من لهمْ غيرُ ربِّهم من معينٍ إنْ تمادى خصمٌ له معيار؟ ما تساوى الصُّوانُ في يد طفلٍ وسلاحٌ لمن تعدُّوا وجاروا لن يحلَّ السلامُ في النَّاس ما لم يك للدِّينِ في الأنام اقتدار دينُ ربِّي ولا سواه لشاكٍ ما لمن يعقلون عنه خيارُ إنْ أراد الهلاكُ كلَّ النَّواحي فلأسبابِ نأْيهِ إنْكار من يبنْ عن شريعة الله عمدا لم يفدْهُ البليونُ والمليار ليت لِلَّيل بعد ذلًٍّ غروباً به يبدو- للمُبتلين- النَّهار إنَّنا للمزارِ نشتاقُ أيضاً هو يشتاقُ منذَ شقَّ المزار ** ** ** 1 - إشارة إلى قصيدة لي بعنوان [لا مرحباً بالانسحاب]- كتبتها في 12/7/1426ه ونشرت في هذه الصحيفة ومنشورة في ديواني بهو الأسى الصادر في 1432ه - حذرت فيها من انسحاب اليهود من غزة وأوضحت ما بيتوه لساكني غزة بعد إخلائها لهم متوقعاً ذلك.