قبل مرحلة التثوير العربي، كنا نكتب، ونقول إن العالم العربي لا يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه، ثم جاء ربيع أوباما، والتنظيم الدولي للإخوان، وبرنارد ليفي، أو ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، ولنتذكر هنا أن هذه التسمية كانت غربية خالصة، فأول من استخدمها هو الإعلام الغربي!!، ثم نقلها عنه الإعلام العربي، وها نحن الآن نرى نتائج هذا الربيع، الذي بدأ فعليا عند غزو العراق، في 2003، وليس كما يعتقد كثيرون في 2011، فكيف بالله كنا، وما زلنا وقودا لمصالح غيرنا، وماذا سيكون عليه الحال فيما لو استمر تنظيم الإخوان في حكم مصر حتى اليوم، وعلينا ألا نتوقع أن الربيع قد انتهى، فما يجري حاليا أسوأ، ولن يكون الأسوأ بالتأكيد. صحيح أن التثوير العربي تمت فرملته في مصر. هذا، ولكن لا يفترض أن يتوقع أحد أن أوباما، وليفي، ومن وراءهم سيستسلمون، وهذا ما يفسر عمل خلايا التنظيم الدولي للإخوان في كل مكان، وخصوصا في الخليج، الذي يعتبر «كرزة» التثوير العربي في نهاية المطاف، ولهذا ينشط إخوان الخليج بشكل غير مسبوق، ومهمتهم هي إثارة الفوضى، والحط من قدر الحكومات، والتنقص من شأنها، ومن يتابع نشاط إخوان الخليج، على سبيل المثال، يلحظ أنهم يتلقون تعليماتهم من جهات خارجية، ويتم دعمهم بكل وسيلة ممكنة، وهم حريصون على الأتباع، فالخطة تقتضي الحشد بأكبر قدر ممكن، وذلك استعدادا ليوم الحساب!!، كما كتب أحدهم بوضوح، وصراحة، وبلا مواربة، وذلك على حسابه في تويتر، فما هو يوم الحساب؟، ومتى سيأتي؟، هذا ما نود أن نعلمه!! تنظيم حماس هو إحدى الأذرعة الرئيسية للتنظيم الدولي للإخوان وبالتالي لمشروع التثوير العربي، ودوره في ثورة مصر الأولى معلوم، ومسجل في الوثائق، والتنظيم الدولي يعلم أنه خسر كل شيء، بعد تنحيته من حكم مصر، ولذا فإن خطة إعادة الحياة لمشروع التثوير تقتضي إعادة المصداقية للتنظيم، وقد أوكل أمر هذا لحماس، التي لا تمانع من المتاجرة بدماء الأطفال في سبيل التنظيم، ومن يتابع نشاط إخوان الخليج، وبالذات إخوان السعودية لا تخطئ عينه أنهم يتجاوزون إسرائيل، ويصبون جام غضبهم على رئيس مصر، وعلى دول الخليج، تلميحا، وتصريحا، فالهدف ليس إنقاذ أهلنا في غزة من هذه الحرب غير المتكافئة، بل إعادة الحياة للتنظيم، ولفكرة الثورة، ومن الواضح أنهم يتلقون تعليماتهم من قيادات التنظيم في الخارج، والغريب هي جرأتهم على التثوير، والتحريض، وذلك دون أن يرف لهم جفن، ولئن كان ليفي هو الزعيم الأكبر للتثوير العربي فإن التنظيم الدولي للإخوان، وفروعه حول العالم هي الأدوات المنفذة، فهل يشك أحد بهذا؟!