في العالم الغربي، تشترك المعارضة مع النظام الحاكم في الهم الوطني، وتكون مراقباً على سلوك الحكومة، بل ومحفزاً، ومكملاً لها، أما في عالمنا المنكوب، فالمعارضة تكون ذات أجندات شخصية، وهذا يهون، مقارنة بها عندما تحمل أجندات أجنبية، هدفها تدمير الأوطان، ومع أننا كنا نقول ذلك نظريا فيما مضى، إلا أن موجة «التثوير» العربي البائسة أثبتت ذلك عمليا، فالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي سرق ثورات الشعوب، تم إعداده ليتولى السلطة، ومن ثم لينفذ أجندات أجنبية، رفضت الحكومات السابقة لبلاد الثورات تنفيذها، هذا عدا كشف التنظيم على حقيقته كتنظيم انتهازي يتلبس بالإسلام، فالتنظيم الذي كان يشتم الحكومات العربية لتقاربها مع إسرائيل، تمادى في تقاربه معها لدرجة لم يسبقه إليها أحد، فلم يسبق لزعيم عربي أن خاطب رئيس إسرائيل بمثل تلك اللغة الودية التي خاطبه بها محمد مرسي، إضافة إلى أن التنظيم هو الذي تولى لجم حماس لصالح إسرائيل، وغير ذلك كثير. ومع انكشاف نوايا التنظيم الأم في مصر، انكشفت فروعه، وخلاياه النائمة في الخليج، التي كانت - بذكاء قروي بحت - تحني رأسها للريح، إذ بدأت هذه الخلايا تثير القلاقل، والفتن، تمهيدا لساعة الصفر، والتي، حسب أحلامهم، ستجعل دول الخليج ولايات يحكمونها، تحت راية مرشد المقطم!!، وهل يمكن أن ننسى تصريحاتهم بهذا الخصوص، وهل يتوجب علي أن أذكركم بتصريحات مسلم البراك، وغيره من دعاة الديمقراطية الإخوانية، وهي الديمقراطية التي تعني أن تمارس حقك في الحياة كما يريد المرشد، لا كما تريد أنت!!، كما أنها ذات الديمقراطية التي تعني أن يتخذ المرشد القرارات بالنيابة عنك، حتى ولو كنت رئيس الدولة، تماما كما حصل مع مرسي في مصر، ومع كل هذه الحقائق، فإن هناك من يتحدث عن مصالحة مع التنظيم الدولي!!. هل يعقل أن يدعو أحد إلى المصالحة مع التنظيم، بل وإشراكه في الحياة السياسية، بعد كل ما قام به من أعمال في مصر، وغيرها؟!، وهل يثق أحد بتنظيم دولي لا يعترف بالأوطان؟!، وهل يمكن أن يتحالف أحد، في مصر، أو غيرها مع تنظيم، اتضح بالوثائق أنه جيء به لإعادة رسم خرائط العالم العربي على حسب رغبة أعدائه؟!، وهل يمكن أن يرضى أحد أن يحكمه تنظيم، كان حجر الزاوية في نشر مشروع الفوضى الخلاقة؟!، والمؤلم أن الذي يسعى إلى التصالح مع التنظيم الدولي للإخوان هو أكثر المتضررين منه، فهل يعقل أن تدعونا إلى التصالح مع التنظيم الذي أراد أن يلغيك تماما من الوجود، وأؤكد أن هذا التنظيم، الذي يتلبس بالإسلام زورا، انكشف على حقيقته، وسقط في مصر، وفي طريقه إلى الزوال، ويفترض أن لا تضخ الحياة في شرايينه عن طريق دعوات المصالحة، فقد علمنا التاريخ أن الحصيف لا يمكن أن يخدع مرتين، فهل نتنبه لدعوات المصالحة «الملغومة» ؟؟!!.