فاصلة: (أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب) - جوزيف ميرفي - كتاب قوة عقلك الباطن - سألت مجموعة من صديقاتي ما هو الشيء الذي تمارسنه في حياتكن بحب؟ سؤال للوهلة الأولى قد تبدو إجابته سهلة لكني فوجئت بأن عددا منهن لم يستطعن الإجابة ، ومنهن من اكتشفت أنها على الرغم من كل نشاطاتها وأعمالها إلا أنها لا تحب شيئا منها. نعم ربما لو سألت نفسك بهدوء فسوف تكتشف انك تفعل الكثير من الأعمال في حياتك دون حب، إما لأنها واجب عليك فعلها وإما لترضي الآخرين أو لأسباب أخرى ولكن ليس لأنك تحب عملها. الواقع أننا نركض في حياتنا دون أن نستمتع بتفاصيلها ولذلك ربما نمضي حياتنا نعمل في مهنة ولم نسأل أنفسنا يوما هل نحن نحب هذه المهنة بالفعل؟ حتى وإن لم تكن المهنة مجرد القيام بعادات لا تحبها يصيب حياتك بالممل. إن ممارسة الإنسان ما يحب تنعكس إيجابيا على نفسيته وعلى مستوى عمله، لذلك فالذي يمارس أي عمل وهو متذمر منه لا يمكن أن يشعر بمتعة الإبداع والإنجاز. كريم الشاذلي الخبير المصري في التنمية البشرية، يقسم البشر إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول منهم الذي يحاول أن يحب ما يعمل كي يعمل ما يحب! أي أنه يقبل أي عمل على أمل أن يحبه وللأسف تمضي السنوات وينسى طموحه والقسم الثاني، هو الذي يبحث عن حلمه، ويرفض أن يتخلى عنه، الهدف واضح ويعيشه ولذلك حتما يصل إليه. أما القسم الثالث، فهو الذي ينظر إلى المسافة الشاسعة بين حلمه وطموحه وإمكاناته المحدودة، فيصيبه الإحباط والقلق وربما الركون إليهما. القسم الأول هو الذي أتحدث عنه وهم بلا شك كثير، وربما لا يدركون انهم في دائرة إحباط سوف تخنقهم مع الزمن ، فالحياة لا تُحتمل دون أن تحب ما تفعل فيها. تخيل انك تقوم بكل أدوارك في الحياة بدون حب، تقوم بها فقط لأنها واجب، ستصبح حياتك أشبه بعمل آلة بمجرد أن تلمس زر التشغيل فإنها تعمل بدون روح. جرب أن تحب ما تقوم به ستلاحظ أن هناك فرقا في إحساسك بالحياة في كل جوانبها.