تصول يمينا وشمالا باحثة باستمرار عن كل جديد ومفيد بفكر متقد وإيمان راسخ ومثل عليا تحاول اقتحام كل الدروب حتى وإن كانت شائكة .. حرية الحركة والتفكير الواعي تلك الميزة التي جعلها الله سمة مميزة للإنسان، أي إنسان، هو ما تؤمن به سيدة الأعمال سوسن الشاذلي (رحمها الله) ابنة جدة التي رحلت عن عالمنا وتركت خلفها إنجازات ستذكرها الأجيال ويسجلها التاريخ بكل فخر واعتزاز، كانت تؤمن بأن العمل الاستثماري الناجح لابد أن يعتمد على الحرية الكاملة في الحركة والوعي المتكامل في الأداء. فالحرية في الاختيار والمعرفة أي الوعي، هما الجناحان اللذان يجب أن تحلق بهما المرأة التي تريد التحليق إلى سماء النجاح، وهي الوصفة التي رسمتها من خلال مسيرة حياتها الحافلة بالعمل والوعي به والإنجاز والعطاء من أجله. كانت صاحبة الإنجاز والإرث الكبير، ترى بأن المعرفة قد تؤدي بالإنسان إلى التردد في لحظات، لكنها تضمن له النجاح في الخطوات التي يخطوها والدروب التي يسلكها، أما الحرية فصنو المعرفة لأنها تعني تعدد الاختيارات أمام الفرد، الأمر الذي يمكنه من توظيف معارفه باستمرار في انتقاء الأفضل، ومن هنا تأتي الريادة والجرأة على الاقتحام، وهي صفات تتمتع بها سوسن الشاذلي جيدا.. لذلك فقد كانت أول سيدة أعمال سعودية تحصل على سجلين تجاريين بدون وكيل شرعي. إن مسيرة حياتها العلمية والعملية تؤكد أنها سيدة أعمال غير تقليدية، حين ترى ما لا يراه غيرها، وحين تحدد مشكلات سيدات الأعمال في المملكة فتعتبر أن المشكلة الأكبر تتمثل في غياب ما تطلق عليه «التثقيف الاستثماري، لذلك تؤكد سوسن الشاذلي أن النجاح سوف يحالف المرأة دائما في ظل الأسواق الحرة، لأن السوق الحر يمنح السيدة فرص عمل بشكل متزايد وجديد، طالما كانت تتمتع برؤية تؤهلها لكي تصبح سيدة أعمال ناجحة». لقد انطلقت سوسن الشاذلي (رحمها الله) بذكاء وحرفية شديدة من مقعد المتفرجين إلى مقعد الفاعلين، من موقع الفتاة العادية إلى موقع سيدة الأعمال القادرة على صياغة معادلات جديدة لمجتمعها وهي تؤكد باستمرار على أنها بدأت كأي فتاة عادية، ولكنها كانت طموحة جدا، وتتمتع بملكة خاصة في اكتشاف نفسها وما تتمتع به من مهارات وقدرات، وهي تمتلك بعد ذلك كفاءة تفعيل هذه المهارات والقدرات في اتجاه ما تحلم به من نجاح، ما جعلها قدوة لنا وللأجيال عبر السنين.