اتهم رئيس كتلة (الكرامة)، خميس فرحان الخنجر رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، بارتكاب «أخطاء كارثية» ضد مختلف المكونات العراقية جعلت منه «مشكلة بحد ذاته»، مبينا أنه «بات مرفوضاً وطنياً ومن قوى إقليمية عديدة»، معربا عن تفاؤله بدور سعودي وعربي جديد في العراق لمحاربة الإرهاب وتحقيق مصالحة وطنية «حقيقية» تشمل مكونات الشعب العراقي كلها وتحافظ على وحدة البلاد. وقال خميس الخنجر ل(الجزيرة) من اربيل حيث يتواجد الان في مقابلة خاصة سينشر تفاصيلها في عدد لاحق: «إن رئيس الحكومة المنتهية مدتها نوري المالكي، ارتكب أخطاء كارثية سواء مع الشيعة أم السنة أم الكرد أم باقي مكونات الشعب العراقي»، مشيراً إلى أن «المالكي يعمد إلى خلق مشاكل جديدة لتأزيم الأوضاع السياسية والأمنية كلما واجه مشكلة ما، لذلك أصبح هو بحد ذاته مشكلة وليس حلاً ، معتبرا أن «نزول الناس للشارع وقيامهم بثورة شعبية جاء بسبب التزوير في الانتخابات الأخيرة وإهمال مطالب المحافظات المنتفضة»، مبيناً أن «الدور السعودي والعربي طالما كان داعماً للعراق ولم يعامل معه طائفياً» وبشأن الموقف السعودي من تطورات المشهد العراقي، قال « ان القيادة في السعودية تدعم مصالحة حقيقية وتواصل اتصالاتها الحثيثة مع قيادات سياسية عراقية مختلفة» معربا عن تفاؤله ب»دور عربي جديد يشكل عاملاً مهماً جداً للعراق»، لافتاً إلى أن «السعودية تقف مع حرمة الدم العراقي ومحاربة الإرهاب وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تشمل مكونات الشعب العراقي كلها ، مشدداً على أن «الرياض تقف مع وحدة العراق ضد الإرهاب والمليشيات الطائفية والحكم الظالم وداعش والتدخلات الخارجية» وقال: لقد عدت للتو من جولة عربية شملت دول الخليج وأبرزها السعودية، التي تتمنى أن يحدث تغيرا بالقيادات السياسية لتهدئة الشارع العراقي»، مستطرداً أن «المسؤولين في دول الخليج العربي أجمعوا على أن العراق أمام مرحلة جديدة تقتضي تعاونهم لتعديل مسار العملية السياسية كونها وصلت إلى طريق مسدود والجميع يدعون العراقيين لبناء عقد اجتماعي جديد»، مشيرا الى أن «الدول العربية لاسيما الخليجية مستعدة لمساعدة العراق واستضافة مؤتمر أو اتفاق أو إبرام وثيقة تشبه تلك التي وقعت في مكة، لجمع الشمل والحفاظ على وحدة العراق». ومضى الخنجر قائلاً إن «تولي المالكي رئاسة الحكومة مدة ثالثة سيضطر المحافظات المنتفضة اللجوء لخيارات قاسية»، مبيناً أن «المالكي أوجد له قوة ضغط (لوبي) مؤثرة بالولايات المتحدة الأميركية ضماناً لبقائه برئاسة الحكومة»، مستدركاً «لكن ذلك أصبح صعباً كونه بات مرفوضاً وطنياً من قبل الكرد والشيعة والسنة فضلاً عن قوى إقليمية عديدة»، موضحاً أن «ما نعانيه اليوم ونشاهده هو إرهاب دولة»، مستغرباً من «موقف المالكي الذي يتهم السعودية دوماً بدعم الإرهاب لكنه في الوقت نفسه يطلب مساعدتها في حربه على الإرهاب، والسعودية ليست معنية باختيار من يحكم العراق إنما الطريقة التي يتم بها ذلك بنحو يؤمن العدالة والحفاظ على وحدة البلاد». وكان الأمين العام لكتلة الكرامة، خميس الخنجر، دعا إلى عدم منح المالكي ولاية ثالثة، معتبراً أن ذلك «سيدمر العراق» وكما حذر من اتخاذ اهالي المحافظات الست (التي شهدت تظاهرات) «خيارات قاسية» في حال «تمسك المالكي بالسلطة»، وفيما اكد ان قائمته «تتألم لألم اهل الجنوب»، اشار الى ان اهالي المحافظات الست، لم يحصلوا سوى على القتل والارهاب، متهما رئيس الوزراء بالعمل على «اقصاء اهل المواقف» وايصال «سنة المالكي» الى البرلمان ويذكر أن خميس الخنجر، هو من أبرز الداعمين للحراك الجماهيري المناوئ للحكومة في المناطق ذات الغالبية السنية (الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى وكركوك، فضلاً عن مناطق من العاصمة بغداد)، الذي استمر على مدى أكثر من عام وكان الخنجر، أعلن عن تشكيل كتلة سياسية لدخول الانتخابات البرلمانية المقبلة، باسم (كتلة الكرامة)، مبيناً أنها ولدت من «رحم الاعتصامات في ساحات العزة والشرف».