بداية يمكن القول إن نسبة كبيرة من المجتمع السعودي تؤيد قيادة المرأة السيارة فغالبية المجتمع السعودي مع قيادة المرأة للسيارات وبإمكانك أن تطرح استفتاءً حتى ولو في مجتمعك الصغير (أسرتك أو أصدقائك أو زملائك أو جيرانك) وسترى النتيجة في غالبيتها مؤيدة. إن تأييد غالبية المجتمع لقيادة المرأة السيارة ليس مظهرياً أو شكلياً أو لاستكمال صورة معينة، وإنما جاء ذلك ليتمشى مع الواقع ومع ظروف العصر إضافة إلى أنه لا يوجد دليل قاطع في الشريعة السمحة تحرم هذا الأمر، بل إن الشريعة ترى أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص تحريم حول أي منها، إضافة إلى أن المرأة في جميع أنحاء العالم بما فيها الدول الإسلامية، وبالذات دول الخليج العربية التي تربطنا معهم عادات وتقاليد مشتركة منذ آلاف السنين، المرأة في هذه الدول تقود السيارة، وبلادنا جزء من العالم ومن المنظومة الخليجية، وقد أحرزت بلادنا والحمد لله تطوراً وتقدماً في سائر المجالات سبقت فيها الكثير من دول العالم والذي يخشى منه أن يؤثر منع المرأة من قيادة المرأة السيارة على الصورة الإيجابية التي تحتلها بلادنا في العالم فضلاً من أن قيادة المرأة للسيارة في بلادنا أصبح ضرورة للأسباب التالية : * أن ذلك حق للمرأة فهي إنسان وبشر مثل الرجل والقرآن الكريم خاطب الإنسان. فيما يتعلق بالتكليف بالعبادات بعنصرية الرجل والمرأة. * أن ذلك يسهل على المرأة قضاء حوائجها الملحة كالذهاب للعمل أو المستشفى ونحوها. * أن الكثير من الأسر لا ترغب في استخدام السائق الأجنبي. * إن ذلك سوف يقلل كثيراً من السائقين الأجانب، وبالتالي سوف يعزز الاقتصاد الوطني ويقضى على السلبيات الأخرى التي يمكن أن تصدر من بعض السائقين. * أن الكثير من النساء يعتمدن حالياً في تنقلاتهن على السائق الأجنبي فإذا كانت قيادة المرأة للسيارة حرام وتدعو للفتنة أفليس ركوبها مع السائق الأجنبي حراماً لأنها تركب معه بدون محرم: فأيهما أفضل أن تركب وحدها في سيارتها أم تركب مع رجل أجنبي؟!. * أن السائق الأجنبي جاء من أجل مصلحته وهو لن يحمي المرأة لو حصل لها أي مكروه بسبب ضعفه ونظرة غالبية المجتمع الدونية له. من جانب آخر، إذا كانت المرأة في الدول الأخرى تقود السيارة بدون ضوابط معينة فإنه بالنسبة للمرأة في بلادنا لو سمح لها بقيادة السيارة فإن هذا السماح لا ينبغي أن يكون مطلقاً بل مقيداً بضوابط تتعلق بوقت القيادة وسن المرأة التي تقود السيارة ووجود حاجة ملحة لقيادة السيارة، وذلك لكي يتم الجمع بين وجهتي النظر التي تؤيد وتعارض قيادة المرأة للسيارة. ويمكن اختصار هذه الضوابط التي قد تكون ملائمة لقيادة النساء السيارات في المملكة فيما يلي: * ألا يقل عمر المرأة المسموح لها بقيادة السيارة عن (25) عاماً. * أن يكون وقت قيادة السيارة من شروق الشمس حتى موعد صلاة العشاء. * أن تكون المرأة أرملة أو مطلقة ولديها أولاد أو تكون موظفة في القطاع الحكومي أو الخاص ونحوهما. * أن تكون السيارة حديثة تلافياً لتعطلها أثناء الطريق. * أن يكون زجاج نوافذها ما عدا الواجهة الأمامية مظللاً بحيث لا يتم رؤية قائدة السيارة ومن يرافقها من النساء داخل السيارة. والله ولي التوفيق