كتب زميلي الأستاذ فهد بن جليد في زاويته حبر الشاشة مقالاً يعلِّق فيه على ما كتبه أحد الإخوة الكويتيين في صحيفة إماراتية عن (المرأة السعودية والسيارة) وانتهى الأخ بن جليد إلى أن هذه المسألة تبقى في النهاية شأناً سعودياً ولن تحل إلا من المجتمع السعودي لأن القرار الرسمي لن يحدث إلا برغبة المجتمع نفسه وتقبله لأن الرفض صادر من المجتمع وليس من الأنظمة. والذي يمكن قوله حول هذا الموضوع إن نسبة كبيرة من المجتمع السعودي تؤيِّد قيادة المرأة السيارة وأن الأخ فهد لم يأت بما يثبت أن المجتمع السعودي يرفض قيادة المرأة للسيارة، بل أعتقد أن العكس هو الأقرب فغالبية المجتمع السعودي مع قيادة المرأة للسيارة وبإمكانك أن تطرح استفتاءً حتى ولو في مجتمعك الصغير (أسرتك أو أصدقائك أو جيرانك) وسترى النتيجة. إن تأييد غالبية المجتمع لقيادة المرأة السيارة ليس مظهرياً أو شكلياً أو لاستكمال صورة معينة وإنما جاء ذلك ليتمشى مع الواقع ومع ظروف العصر، إضافة إلى أنه لا يوجد دليل قاطع في الشريعة السمحة يحرّم هذا الأمر، بل إن الشريعة ترى أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص تحريم حول أي منها إضافة إلى أن المرأة في جميع أنحاء العالم بما فيها الدول الإسلامية وبالذات دول الخليج العربية التي تربطنا معهم عادات وتقاليد مشتركة منذ آلاف السنين، المرأة في هذه الدول تقود السيارة، وبلادنا جزء من العالم ومن المنظومة الخليجية، وقد أحرزت بلادنا والحمد لله تطوراً وتقدّماً في سائر المجالات سبقت فيها الكثير من دول العالم والذي يُخشى منه أن يؤثّر منع المرأة من قيادة السيارة على الصورة الإيجابية التي تحتلها بلادنا في العالم فضلاً عن أن قيادة المرأة للسيارة في بلادنا أصبحت ضرورة للأسباب التالية: - أن ذلك حق للمرأة فهي إنسان وبشر مثل الرجل، والقرآن الكريم خاطب الإنسان فيما يتعلّق بالتكليف بالعبادات بعنصريه الرجل والمرأة. - أن ذلك يسهّل على المرأة قضاء حوائجها الملحة كالذهاب للعمل أو المستشفى ونحوها. - أن الكثير من الأسر لا ترغب في استخدام السائق الأجنبي. - أن ذلك سوف يقلِّل كثيراً من السائقين الأجانب وبالتالي سوف يعزِّز الاقتصاد الوطني ويقضي على السلبيات الأخرى التي يمكن أن تصدر من بعض السائقين. - أن الكثير من النساء يعتمدن حالياً في تنقلاتهن على السائق الأجنبي فإذا كانت قيادة المرأة للسيارة حراماً وتدعو للفتنه أليس ركوبها مع السائق الأجنبي حرام لأنها تركب معه بدون محرم فأيهما أفضل أن تركب وحدها في سيارتها أم تركب مع رجل أجنبي. من جانب آخر إذا كانت المرأة في الدول الأخرى تقود السيارة بدون ضوابط معيَّنة فإن بالنسبة للمرأة في بلادنا لو سمح لها بقيادة السيارة فإن هذا السماح لا ينبغي أن يكون مطلقاً، بل مقيد بضوابط تتعلَّق بوقت القيادة وسن المرأة التي تقود السيارة ووجود حاجة ملحة لقيادة السيارة وذلك لكي يتم الجمع بين وجهتي النظر التي تؤيِّد والتي تعارض قيادة المرأة للسيارة. ويمكن إيراد هذه الضوابط على سبيل الافتراض في الآتي: - ألا يقل عمر المرأة المسموح لها بقيادة السيارة عن (25) عاماً. - أن يكون وقت قيادة السيارة من شروق الشمس حتى موعد صلاة العشاء. - أن تكون المرأة أرملة أو مطلقة ولديها أولاد أو تكون موظفة في القطاع الحكومي أو الخاص ونحوهما. - أن تكون السيارة حديثة تلافياً لتعطّلها أثناء الطريق. - أن يكون زجاج نوافذها ما عداء الواجهة الأمامية مظللاً بحيث لا يتم رؤية قائدة السيارة ومن يرافقها من النساء داخل السيارة. والله ولي التوفيق