مع دخول شهر رمضان (خاصة في السنوات الأخيرة) تبدأ جملة من التعليقات الأخوية الساخرة (وغالبها عفوي)، ويصاحبها أحياناً نقداً من بعض القنوات الفضائية، لكون منطقة سدير (محافظة المجمعة شمال مدينة الرياض) دأب أهلها على المشاركة في رؤية هلال رمضان، وبالتالي تتوجه الأنظار في كل عام في مثل هذا التوقيت لسدير، ومن الطبيعي أن يصاحب هذا الترقب لسدير موجه اجتماعية من النقد والمناقشة وبعضاً من الطرائف والممازحات، وقد يكون في بعض هذه الموجة تجاوزات في النقد مما جعل بعض المشايخ يحذر من ظاهرة نقد أو السخرية من بلدان عرف أهلها برؤية الهلال. لن أقف هنا موقف متشدداً ممن يصدرون النكت والطرائف تجاه سدير لأن هذا توجه قديم قدم نشوء المدن، وفي الغالب أن أهل المدن التي تروى عنهم الطرائف لا يتوترون منها بل هم من يساعد على نشرها وراويتها من باب جلد الذات أو من باب (بيدي لا بيد عمرو!). وليكن نقع السخرية منك أقل تأثيراً شارك الآخرين في رويتها لتغتال فرحتهم بالسخرية منك أو مداعبتك كما هو معروف. لكن ألا يحق لمن تروى عنه هذه الطرائف أن يقول للآخرين لدي شيء آخر غير ما ما مازحتموني به، ولا تنسوه من فضلكم. فسدير بمسماها التاريخي القديم أو الإداري الحديث (محافظة المجمعة) كنظيراتها من مدن الوطن في تاريخها وحاضرها ما يحق أن نفتخر به كل أبناء الوطن وليس شريحة واحدة، يفخر السديراويون بمبايعتهم المبكرة لإمام الدولة الإمام محمد بن سعود، ونصرة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويفخر أهل سدير أيضاً بأن مؤرخ الدولة والدعوة الأهم على الإطلاق ابن بشر منهم، ويفخر أهل سدير بعلماء كبار خدموا التراث الإسلامي والعربي على مدى عقود، ويفخر أهل سدير بمنتجات زراعية عديدة على رأسها النخيل الذي هو جزء لا يتجزأ من شعار دولتنا الغالية. ويفخر أهل سدير برجال خدموا الدين والملكي والوطن في العصر الحاضر لهم بصماتهم التي لا تنسى تحت مظلة قيادتنا الحكيمة. وأخيراً تفخر أرض سدير بمدينة سدير للصناعة والأعمال التي هي من أكبر المدن الصناعية ليس على مستوى الوطن بل أكثر من ذلك.. هذا جزء مما تفخر به هذه المنطقة الغالية، ولا شك أن في كل منطقة ومحافظة من محافظات الوطن ما تفخر به بل ونفخر به جميعاً. وعودا على سدير وسؤال يطرح نفسه: هل ما قدمته عنها من مساهمات دينية ووطنية واجتماعية يشفع لنا أم تخف حدة المزاح والمداعبة تجاه أهل سدير عند رؤية هلال رمضان القادم بمشيئة الله أم لا؟.