ليس سراً بأن يقال إن بلدة الداخلة (مركز الداخلة) بإقليم سدير (محافظة المجمعة) من أصغر قرى هذا الإقليم التاريخي من ناحية المساحة وعدد السكان إلا أن المتأمل في تاريخ هذه القرية الوادعة يجد أنها حاضرة بقوة في المشهد التاريخي قياساً بحجمها الجغرافي وعدد سكانها. الداخلة كبعض القرى الصغيرة في تاريخنا الوطني التي تميزت بأنها كانت رحماً ولوداً لرجالات قدموا الكثير وكان نتاجها خارج مساحتها بل وخارج مساحة الوطن بأكمله، فالكثير ممن أنجبتهم الداخلة كان لهم الحضور الثري في المجال الثقافي والعلمي والتجاري في وطننا ودول الخليج العربي. وأما ما يحق لأهل الداخلة أن يفخروا به فهو هذا الجامع الذي تجاوز عمره ثمانية قرون وسارت مسيرته مسير الشمس في رائعة النهار، حيث أثنى عليه علماء التاريخ وعلماء الآثار بل وصفه بعض علماء الآثار في دراسات علمية محكمة بأنه فريد ومتميز في منطقة نجد بل لم يبنى مثله كونه عل طريقة الأروقة التي لم نشاهدها إلا في الحرم المكي الشريف مما يدل على أن أهل هذه البلدة نقلوا تجارب في البناء والعمران إلى جامعهم من خلال رحلاتهم ومشاهداتهم. وإن كانت ذكريات أهالي الداخلة سعيدة بتاريخم وإرثهم العظيم إلا أنهم يتذكرون بالحسرة أنه في العام (1236ه) أتى أبوش آغا التركي بجيوشه للداخلة واعتدى على هذه البلدة، وقطع في هذا العدوان ألف نخلة من نخيل الداخلة !! (يا ترى كم كان نخيل الداخلة آنذاك ؟!). واليوم وأهالي الداخلة يحتفلون بإتمام المرحلة الأولى من تأهيل بلدتهم بترميم الجامع، وهم متشوقون ومتطلعون لترميم المنطقة المحيطة بالجامع -بإذن الله- ليكتمل عقد هذه البلدة لتكون كشقيقاتها من القرى والمدن في وطننا الحبيب التي ربطت حاضرها بماضيها بتطوير قراهم ومدنهم. ولا ينسى أهالي هذه البلدة شكر كل من وقف معهم وكثير منهم ليس من أهالي الداخلة بل هم من كافة أرجاء الوطن وإنما ساهموا في خدمة هذه البلدة لقناعتهم بأن هذه البلدة بلدة الجميع، وهذا ما ينظر إليه في كل شبر من ثرى وطننا الغالي. [email protected] للتواصل: على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738