الدكتور جاسم بن محمد الأنصاري صدر له كتاب بعنوان: (عيشة لول) رصد من خلاله الحياة قديماً في الدمام والخبر والظهران وما جاورها. الكتاب جاء في 242 صفحة من الحجم الكبير.. وطبع في شركة مطابع التريكي.. وقد أهداه المؤلف إلى جيل الآباء والأمهات الذين تكبدوا عناء الغربة وتحملوا مشقة العيش الصعب في سبيل تأمين المأوى والطعام لأسرهم. وساهموا في وضع لبنات المدن الحديثة التي نعيش فيها. الكتاب يستعرض أنماط الحياة في جميع المجالات في الدمام والخبر والظهران منذ قدوم أوائل النازحين إلى وقتنا الراهن.. ويتطرق إلى معاناة الأوائل في توفير الماء والغذاء.. ويبين أسلوب التعايش والتعاون الذي ساد المجتمع في ذلك الوقت. ويشير الكتاب إلى التغير الكبير الذي طرأ على حياة الناس بعد اكتشاف شركة أرامكو للنفط بكميات تجارية وبخاصة فيما يتعلق بشؤونهم الاجتماعية والتعليمية والصحية والاقتصادية أو في البني التحتية في مدنهم، وما تبع ذلك من توافر آلاف الفرص الوظيفية لأبناء البلد وغيرهم من جنسيات أخرى. ويقول المؤلف: اتسمت الحياة في الماضي بالبساطة والتزام الأفراد بالترشيد، وبخاصة في استلاك الماء والطعام الذي يقدم في أوقات محددة وحين ما يتخلف أي شخص عن أي وجبة فإن عليه الانتظار إلى أن يحين وقت الوجبة التالية. تبدل الحال بمرور الزمن وازداد استهلاك الناس من المياه والطاقة مما حدا إلى قيام جهات رسمية وخاصة بمناشدة جميع الناس إلى العودة إلى الترشيد. تحولت المنازل إلى مبان كبيرة تضم عدداً من الغرف التي تخصص لكل فرد من أفراد الأسرة. أسهم التطور والانفتاح الكبير في وسائل تبادل المعلومات والألعاب الإلكترونية والتلفزيون على استهلاك معظم وقت الشباب والكبار حتى لم يعد هناك متسع من الوقت لأي نشاط آخر. كان الأهل والجيران في الماضي يتعاونون فيما بينهم لتوفير ما يحتاجونه من عون أو مساعدة في رعاية شؤونهم المنزلية أما الأسر المقتدرة مادياً فأدخلت إلى منازلهم عمالة معروفة من فقراء أهل الحي لتأدية الأعمال المنزلية. واعتبرت جزءاً من العائلة وحظيت بالود والمحبة من الكبار والصغار.