ينداح النطاق العمراني لعاصمتنا (المحروسة) الرياض من جميع الجهات، وتقوم مشاريع حكومية عملاقة تسابق الزمن، فعاصمتنا اليوم بدأت تزاحم كبريات عواصم العالم، عسى الله أن يمدّ رواقها، ويبسط ذراعها، لنراها مضرب المثل بين عواصم العالم. وكما يقول الشافعي: سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتُربها كحّلت به من شدّة الشوق أجفاني ولا شك أن هذا التوسع العمراني الرائد يحتاج لشبكة طرق واسعة، وهذه الطرق تحتاج لخدمات، ومن هذه الخدمات (غرف التفتيش) في الشوارع.. وهذه الغرف تشكل عائقاً لقادة المركبات، وتشكل إزعاجاً مرورياً، حيث إن غالبها إما منخفضا، وإما مرتفعا، فتجد الناس يتزاورون عنها ذات اليمين وذات الشمال، وغرف التفتيش باسطة ذراعيها في وسط الشارع!! وهذا مما يُخِل بانسياب حركة المرور، ويعرضها للحوادث، لأن كل قائد مركبة يحاول تفادي هذه الغرف لأنها تشكل في أحيان كثيرة مطباً مرتفعاً أو منخفضاً... فعشمنا في أمانة مدينة الرياض كونها الواجهة الحضارية الكبرى لدولتنا الرشيدة، أن يوجهوا الجهات ذات الاختصاص بإصلاح هذه الغرف، وأخذ الاحتياط اللازم في تركيبها، لعوامل مناخنا القاري الشديد الحرارة، الشديد البرودة، وبالذات للطرق والشوارع الكبيرة، ذات الازدحام المروري الكثيف كطريق صلاح الدين، وغيره، وحبذا كذلك ألا تسلم تكاليف أي مشروع لهذا لشركات المنفذة إلا بعد مرور عامين أو هكذا، حتى نضمن عدم تغيره.. لا سيما ونحن نرى في عواصم العالم، في الدول (المتأخرة فضلاً عن المتقدمة) أن غرف التفتيش تسير عليها المركبات بشكل انسيابي لا يخل بحركة المرور.. إن عشمنا، وأملنا كبير في مسئولينا، وهم محل الثقة والأمانة -إن شاء الله-، علماً بأن هذا الإجراء مما (قلّ ثمنه وارتفع أثره) أقصد أن إصلاح هذه الغرف وتسويتها بالإسفلت المجاور لها أمر هين يسير وأثره عظيم... لاسيما وهذا العمل مجال احتساب الأجر من الله كما قال صلى الله عليه وسلم (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} وفق الله الجميع.. والسلام عليكم.