من يتابع الشعر بشكل جيد يرى أن كثيرا من الشعراء يرددون قصائد بعينها في أكثر من محفل لإدراكهم انها اكثر القصائد جودة وإبداعا وقربا لأنفسهم او لتعلق الجمهوربها والإلحاح الدائم في طلبها وقد تجتمع الرغبتان فتحظى القصيدة المشار اليها بالحظوة والمحبة لدى الطرفين، ويحدث ان تقفز تلك القصيدة فوق ما سبقها ومالحقها من القصائد إبداعا وروعة واكتمالا حيث تجتمع بها عناصر الادهاش والوحدة والقوة والاذهال والحيوية وتصبح القصيدة النموذج. والقصيدة المذكورة حلم كل شاعر ومحب للشعر ولكن بالرغم من جمالها قد تتحول إلى عقبة في وجه شاعرها حين يقف الابداع عاجزا عن تجاوزها ربما إلى الابد، فتصبح كابوسا يؤرق المبدع ويقف دائما امام كل نص يكتبه موقف المقارنة بينه وبين تلك القصيدة ،والمشكلة الاكثر تعقيدا ان الشاعر حين يحاول العودة بذاكرته إلى أجواء كتابة القصيدة المذهلة ليرى المراحل والحالة التي كان عليها لا يجد شيئا فهي كذلك جاءت كحالة متفردة عذبة قد تعود في يوم ما ولكن متى الله اعلم. يقول الشاعر: من حلل الزهر يبغي سر روعته تحلل الزهر اليافا وعيدانا