قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. ولعل شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية لمن هجر والديه أو عقهما فيأتي إليهما إن كانوا أحياء أو أحدهما على قيد الحياة فيقدم اعتذاره ويتأدب في مخاطبتهما ويلين القول لهما ويبسط لهما الوجه ويرعاهما حق الرعاية ويعتني بشؤونهما امتثالاً لقول الرسول الكريم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه» رواه الإمام أحمد. وبر الوالدين مقدم على الجهاد والهجرة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك؟ قال نعم فقال ففيهما فجاهد. رواه الإمام مسلم. والأحاديث التي تؤكد وتحث على بر الوالدين كثيرة جداً وإعطاؤهما حقهما من الاهتمام بهما ورعايتهما. وإني أرجو وأكرر من العاقين لوالديهما أو أحدهما أن يعودوا إلى رشدهم ويتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كل ذنب تؤجل عقوبته إلا عقوبة عق الوالدين فإنها تعجل عقوبته في الدنيا».