رمضانُ أقبلَ بعد طولِ غيابِهِ ما أعظمَ المسعى لِجَنْيِ رحابِهِِ! لقدومِه زحْفٌ تفرَّعَ نعمةً كم أسْلتِ المهمومَ عن أتعابِهِ إنَّا نتوقُ لغَفْرِه ولعِتْقهِ ولرحمةِ المولى وخير ثوابه ما أجملَ الضَّيفَ الذي تزهو به آرابُنا فتذوب في آرابه! للصُّوم بابٌ للنَّعيم وميزةٌ تُسْدَى لأهلِ العزم من طُلاَّبه رمضانُ هلَّ بفيْضِه ومراكبٌ لم تمضِ إلاَّ في دروب ركابه خَسِرَ الذي في شهره بصيامِه وقيامِه لم يرجُ عزَّةَ بابه ما فاز من لم يعطِ أمرَ نبيِّهِ قدراً أو الجافي حقيقة ما به كم مشتكٍ من عِلَّةٍ بصيامِه لقيَ الشِّفاءَ فطاب من أوصابه و.. ملازمي عاداتِ عقلٍ غافلٍ تركوا فساروا سيرَ عقلٍ نابِه يجني اللبيبُ من الصِّيام فوائداً دنيا ودينًا يوم يوم حسابه رمضانُ ليت المسلمين جميعَهم صفَّا لربِّ الخلق خوفَ عقابه ليت الذي يأبى توقُّفَ بغْيِهِ أنْ يرحمَ المرعوبَ من إرهابه ليت الذي شاء الخداعَ وسيلةً لمرامِه يزكو بحرْقِ إهابه كيف الرُّكونُ إلى رئيسٍ لم يكنْ لسؤاله معنى ولا لجوابه؟ جذْبُ الرَّعاعِ البُلهِ بعضُ بيانِه والعزلُ والتَّعيينُ من ألعابه! فاز الذي عبَدَ الإلهَ مشرِّعاً من هدْيِ مُرْسلِه وحكْمِ كتابه أسفي.. يعيشَ المسلمون تشرذماً وتعرُّباً ما ملَّ من أحزابه حتَّامَ جورُ الظالمين؟ أما لهمْ من رادعٍ ولِسَفْكهمْ من آبه؟ بغياً تمادى المجرمون كأنَّهم أهلُ الصَّلاحِ، طغوا على أربابه يشكو المُصابُ ولا مجيباً غير من يضفي ضنى ليزيد آهَ مُصَابه في القدس أرواحُ القداسةِ تشتكي سَلْبَ الخشوعِ ومن لظى سَلاَّبه وبسوريا تجري الدِّماءُ تجبُّراً من غاشمٍ يزهو بعمْق خرابه وعلى العراق قوارعٌ لم تنصرمْ بالوعيِ يحكم بعد طول غيابه أضحتْ ميادينُ العروبةِ مسرحاً للفتْكِ ينأى عن خفيفِ عذابه والدائبون على الخيانة شأنُهم عالٍ بمن لم يكترثْ بمُعابه والمخلصون المخلصون خيولُهم موثوقةٌ بعزيز قومٍ سَابِه كم عزَّةٍ موبوءةٍ بمفرِّطٍ ونصيحةٍ مرفوضةٍ بمُجَابِه ومفاخرٍ بلباس سوءٍ باطلٍ عن فخرِهِ بنقاءِ طُهْرِ ثيابه حالُ العروبةِ صار قولا مُبْهماً .. أعْربْه قلتُ: عجزتُ عن إعرابه يا أيُّها الرَّاجي نعيمَ إلهَهِ شمِّرْ فنصْرُ الله من أسبابه يا خالقي نرجوك عزَّاً لم يهنْ بمُشوِّهٍ خطواتِه ومُشابه نرجوك صفاً واحداً نسمو به وتريح مضنى من فظاعةِ ما به