كان مقتل الطالبة السعودية المبتعثة إلى بريطانيا ناهد بنت ناصر المانع الزيد مناسبة لخروج فئات من عديمي الضمير - كالعادة - للتعليق عبر مواقع التواصل الاجتماعي بلغة تقطر شماتة وافتئاتا وكذبا بحق الفتاة القتيلة المناضلة التي تغربت من أجل العلم وخدمة الوطن وتحقيق طموحاتها المشروعة في الارتقاء بنفسها علمياً ووظيفياً. وكان ذنبها الوحيد، لديهم، هو أنها طالبة مبتعثة وهم أناس لم يستوعبوا بعد أهمية أن تكون المرأة متعلمة وعضواً منتجاً نافعاً في المجتمع!! عندما يقرأ الإنسان لأول وهلة تعليقات وتغريدات عديمي الضمير الذين أطلقوا العنان لمكنون ذواتهم من الجهل والتخلف والحقد الأعمى يتبادر إلى ذهنه أن هذه الفتاة السعودية الطاهرة الشريفة هي غير تلك التي عرفها العالم لاحقاً عندما بثت الصحف ووكالات الأنباء صورتها وشريط الفيديو الذي أظهرها قبيل وقوع الجريمة بدقائق وهي تسير مرتدية عباءتها وحجابها بوقار المرأة المسلمة، وعندما شهد لها زملاؤها السعوديون المبتعثون وإدارة الجامعة بالاستقامة والجدية! أما نحن الذين نعرف أسرتها وسيرتها فقد صدمتنا تلك اللغة المتخلفة الحاقدة ولكننا كنا نعلم أن التفاهات التي حملتها التغريدات والتعليقات الظالمة التي لم تكن تتضمن «معلومة» واحدة بل مجرد «مشاعر» مفعمة بالكراهية سوف تتبدد بعد أن ينجلي الغموض ويعرف الجميع من هي ناهد المانع الزيد. ناهد، شهيدة العلم، هي ابنة الصديق العزيز وزميل الدراسة ناصر المانع الزيد، وهي من أسرة كريمة معروفة بحب العلم وبالتدين والمحافظة. وهذا الكلام، عن أسرتها، ليس من عندي ولا أكتبه بدافع التحيز وإنما هو أمر معروف عند أهل منطقة الجوف. أما ناهد، فيؤكد كل من عرفها أنها مثال للفتاة المسلمة المحتشمة، وكانت شديدة الذكاء والطموح، وقد أصرت على التمسك بزيها ولباسها ولم تهتم بمن كان ينظر نظرة دونية إلى لباسها المحتشم. وقد ذهبت إلى بريطانيا في بعثة من جامعة الجوف بصحبة شقيقها لإكمال دراستها للحصول على درجة الدكتوراة واستئناف مسيرتها الأكاديمية كعضو هيئة تدريس بالجامعة. ربما لايفاجئنا تجني بعض من يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام الجديد فهو أمرٌ قد تعودنا عليه وخاصة ممن يكتبون تحت أسماء مستعارة. لكن المؤلم هو أن يتطاولوا ويتجنوا ويعبروا عن مشاعر حاقدة بحق شخص لا يملك الدفاع عن نفسه وبلا مبرر ودون معرفة سابقة، فالمرحومة ناهد المعروفة بمسلكها المتدين هي امرأة محافظة جداً لدرجة أن البريطانيين أنفسهم يعتقدون أن الدوافع خلف جريمة قتلها ربما تكون بسبب العداء للإسلام!! ياللخزي!! ماذا سيقول هؤلاء المرجفون الظلمة يوم الحساب حين تقاضيهم ناهد أمام رب العالمين عن كل كلمة سوء كتبوها أو تفوهوا بها!؟ رحم الله ناهد المانع الزيد وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها الصبر والسلوان.