شيع أكثر من 6000 من أهالي الجوف جثمان الفتاة المبتعثة من جامعة الجوف ناهد الزيد التي قتلت غدرا أثناء ذهابها للجامعة بمدينة كولشستر في بريطانيا، بعد أن تلقت 16 طعنة من مجهول، بمقبرة اللقائط بسكاكا عقب الصلاة عليها في جامع خادم الحرمين الشريفين. وفي هذه الأثناء، أكدت جامعة الجوف في بيان أصدرته أمس، أن ابتعاث «ناهد» كان بمتابعة شخصية من والدها الفاضل ناصر المانع، الذي لم يتقدم للجامعة بأي اعتراض رسمي على ابتعاث ابنته للخارج وكان يتابع إجراءاتها شخصيا، وحالها حال غيرها من المبتعثين والمبتعثات الذين يتلقون العلم في جامعات عالمية مختلفة بمحض رغبتهم وإرادتهم. وذكرت الجامعة على لسان الناطق باسمها جميل بن فرحان اليوسف، أن ما يتعلق بقضية المبتعثة ناهد (رحمها الله) وتقبلها شهيدة بواسع رحمته ومغفرته، فهي نموذج للفتاة السعودية المحافظة على ثوابتها وعقيدتها مهما ابتعدت عن الوطن، ومثال للفتاة الطموحة التي اختارت الطريق الأصعب تطويرا لقدراتها ومعارفها، فنسأل الله لها الرحمة والمغفرة ولذويها الصبر والسلوان. فيما لم يتمكن والد الفقيدة ناهد الزيد من حبس دموعه حزنا على فراق فلذة كبده، التي قتلت غدرا على يد مجهول أثناء ذهابها للجامعة بمدينة كولشستر في بريطانيا، وأثار ذلك الحضور الذين انخرطوا في البكاء حزنا عليها وتفاعلا مع والدها. وشكر عم الفقيدة مخلف الزيد، جميع الأهالي الذين وقفوا معهم في هذه الفترة، مؤكدا أنها خففت من مصاب العائلة، سائلا الله جلت قدرته أن يتغمدها بواسع رحمته ويدخلها فسيح جناته. من جهتهم، قام أهل الفقيدة باستبدال مكان الصلاة على جثمان ابنتهم، الذي اعتاده أهالي مدينة سكاكا، من مسجد السبيعي إلى جامع خادم الحرمين الشريفين رغبة للمئات من المشيعين الذين شاركوا في الصلاة على جثمانها وتشييعها إلى مقبرة اللقائط. وبدورها، حصلت «عكاظ» على آخر ما كتبته مبتعثة الجامعة إلى بريطانيا فقيدة الوطن ناهد الزيد، في آخر زيارة لها قبل نحو شهرين إلى أهلها، وكأنها كلمات مودع إلى غير رجعة. وكتبت «ناهد» على ورقة واحتفظت بها في منزلهم بسكاكا، (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)، وكانت تلك الكلمات آخر وداع لأهلها وذويها في منطقة الجوف قبل عودتها لإكمال دراستها في المملكة المتحدة، حيث لقيت حتفها قبل أيام. وأوضح خالها إبراهيم الزيد ل«عكاظ»، أن تلك الكلمات المذيلة بتوقيعها في آخر الورقة، كانت آخر كلمات كتبتها الراحلة قبل مغادرتها الجوف إلى بريطانيا قبل نحو شهرين. يشار إلى أن جثمان فقيدة الوطن المبتعثة ناهد الزيد، وصل صباح أمس إلى مطار الجوف، وكان والدها المسن وذووها تواجدوا في السادسة صباحا والحزن على ملامحهم، فيما أثرت دموع والدها على جموع الحاضرين في المطار. وتواجدت الجهات الأمنية في المطار بكثافة ورافقت سيارة نقل الموتى التي حملت نعش ناهد لمغسلة الزايد بسكاكا لغسلها وتكفينها وتشييعها ظهر أمس في جامع خادم الحرمين الشريفين، لدفنها في مقبرة اللقائط.