نسمع ونقرأ عن الابتزاز وعن ويلاته والحقيقة أن الابتزاز هو الضغط للحصول على مكاسب ومنافع، وذلك بالتهديد بفضح سر من أسرار الضحية. وله أنواع متعددة: فمنه المادي ومنه العاطفي ومنه الجنسي وأنواع أخرى. وله عدة وسائل فهناك من يبتز ضحاياه عن طريق التواصل المباشر الشخصي أو عن طريق التواصل الإلكتروني أو عن طريق طرف ثالث ربما يكون شريكاً للمجرم المبتز أو معين له كأن تبيع المرأة جوالها أو تذهب به إلى الصيانة وفيه صور لها أو لنساء أخريات، فيتم نسخ تلك الصور والضغط بها عليها، وربما يكون الابتزاز أيضاً من خلال الصوت والصورة معاً، وهذا كله ما يغلب حدوثه في زمننا الحاضر وغالب ضحاياه النساء، وخصوصاً الفتيات منهن واللاتي وغالباً ما يحصل المجرم المبتز على صورهن إما عن طريق لحظة طغيان وفوران عاطفة المرأة أو الفتاة بأن ترتكب حماقة كبيرة حيث تبعث له صورا لها أو أن يقوم هو بتصويرها في خلوة محرمة وهي في وضع مشين، ثم يقوم ذلك المجرم بابتزازها بأن يهددها ويساومها على عرضها فإن استجابت وإلا ساومها بالمال ليكف عن مساومتها على عرضها؛ فيقول لها إذا لم تمكنينني من نفسك فسأفضحك، وإذا لم تريدي الفضيحة فأرسلي لي من المال مبلغ كذا وكذا، ثم يستمر على ذلك حتى يستنزفها مالياً، وإذا توقفت عن إرسال المال إليه كان لها ذلك المجرم بالمرصاد حيث يطلب منها من جديد أن تمكنه من نفسها فإن لم تستجب فيهددها بإرسال صورها إلى زوجها إن كانت متزوجة أو إلى والدها وأخيها وبني عمها عبر أجهزة التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، بل منهم من يضع تلك الصور تحت باب البيت أو على السيارة وبذلك تنفضح المرأة أو الفتاة وينهد بيت الزوجية ويضيع المستقبل، ولو استجابت لطلبه ومكنته من نفسها فقد وضعت قدميها في طريق العهر والدعارة والفساد!! وأسباب وقوع المرأة في الابتزاز كثيرة؛ منها: ضعف الوازع الديني والجفاف العاطفي؛ فبعض النساء وخصوصاً الفتيات ينخدعن بالكلام المعسول المثير والمهيج للرغبات الجنسية، فلو أن المرأة أغلقت الباب من البداية في وجه ذلك المجرم المبتز لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه، وهنا يكمن الحل وهو أن توقف المرأة مباشرة وتقطع على ذلك المجرم الطريق بلا تردد ولا هوادة، وعلى الأزواج والآباء والإخوة أن يشيعوا لغة اللطف والحنان والحب في نفس زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم؛ فالمرأة عموماً والبنات خصوصاً لا شك متعطشات لذلك فإن لم يجدنه بالطرق الشرعية فسيسهل للمجرمين المتسللين في جنح ظلمات خوافي التقنية أن يوقعوا بهن ولو جاء من يقول لنمنع عن النساء والفتيات خصوصاً من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية، أقول لقد ولى زمن الحجب والمنع ولا يصح في زمننا هذا إلا الدعاء والتربية وإعطاء الثقة وعدم التخوين من خلال التجسس، لذا في حال أن تورطت المرأة والفتاة بوصول صورها إلى ذلك المجرم المبتز الذي يبدأ بمساومتها على عرضها فعليها أن لا تستجيب له لا بإرسال مبلغ مالي ولا بتمكينه من نفسها، وقد يقول قائل وما العلاج إذا؟!، أقول العلاج هو أن تبلغ هي بنفسها أو عن طريق ولي أمرها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث إن المسؤولين بالهيئة وعلى رأسهم معالي الرئيس العام الدكتور عبداللطيف آل الشيخ يولون موضوع الابتزاز جل اهتمامهم لذا للهيئة في جميع مناطق المملكة دور بارز جداً يبهر المتابعين له في مجال مكافحة الابتزاز فبمجرد اتصال المرأة أو الفتاة بهم ستجد منهم الحفاظ على سرية المعلومات، وكذلك ستجد المعالجة الآمنة والأمن النفسي والفكاك من ذلك المجرم بطريقة نظامية، بحيث لا يلحقها ولا أسرتها أي ضرر. ومن منطلق الحلول العملية التي أسوقها في هذا المقال هناك رقم موحد معلن للجميع وهو رقم وحدة مكافحة الابتزاز بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (0114908666) ويضاف إلى هذا الرقم جميع مراكز الهيئة في جميع مناطق المملكة فهي تستقبل مثل هذه البلاغات. الابتزاز فيما أرى ظاهرة مقلقة وآثارها مدمرة والوقوف أمامها ومعالجتها مسؤولية الجميع، ولا أراه فقط مسؤولية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فللمنابر دورها وللبيت دوره وللإعلام دوره وللمجتمع كله دوره فلتتضافر الجهود لتنعم نساء وفتياتنا خصوصاً بأمن وليكن بمعزل عن المجرمين المبتزين.