تلمع أحيانا فكرة أو صورة عذبة مدهشة رائعة في ذهن المبدع وقد تحدثهاكلمة أو منظر أو ذكرى أو لقطة عابرة توحي بشيء يحرض على الإبداع ويوقظ الشعرمن سباته ويصاب الشاعر بشيء من انعدام الوزن والتوهج والفرح والدخول في الأثيرية والانطلاق والنشوة، وتتحول الأشياء من حوله إلى واحات من الجمال ولوأن الواقع في نظر غيره لا يوحي بذلك. تلك الحالة من الرقي الروحي لا تحدث للكثير من الشعراء، هي حالة ربما لا تمتد كثيرا وقد لا تتجاوز الساعة أو الدقيقة أو الومضة والشاعر الذي لا يستغل تلك الحالة أو يتعامل معها بشيء من التراخي قد يخسر حالة لا تتكرر إلا بعد حين هي كالشهاب الخاطف إن لم تلتقط له صورة في الثانية أو الثواني التي هي عمر مروره بأجوائك احترق وتبخر. أما الناظم وصانع الشعر الذي إن كان مجيدا لصناعته ربما خرج بنص لا روح فيه برغم جودة الصناعة كبعض باقات الورد الاصطناعية والدمى التي تفتقر إلى الروح والحياة برغم تمكن صانعها من السيطرة على الشكل الخارجي الذي لا حياة فيه.