يتبادر إلى ذهن القارئ أن قلمي سيكتب عن السفراء المعتمدين داخلياً وخارجياً الذين هم على قيادة السفارات في الخارج لكن الموضوع هذا أخذ حقه في وسائل الإعلام وأتخم تغطية إعلامية.. لكن المقال هنا عن فتى يبلغ من العمر ما بين (12 و18) عاماً هو وأخته يتجولان في شوارع نيويورك وطوكيو وواشنطن وتكساس وماليزيا، وكنت أرافقهما لحظة بلحظة، أعيش معهما الطريق الطويل الذي يمضيه المبتعث ما بين أربع إلى خمس سنوات، حملا لقب المبتعث بعد دخولهما برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وتسجيل معهده اللغوي أو جامعته التي سيدرس فيها (اختياراً أو إجباراً)، لا يعلم نهاية الأمر إلا بعد مضي عام تقريباً.. هؤلاء الشباب وقفوا أمام الملحقية الثقافية لتقديم مستندات قبولهم سفراء للمملكة بعلمهم وإقامتهم ليبدأ مشوار الابتعاث، وهنا تبدأ أخلاقيات المهنة وكونه سفيراً لبلده أمام العالم صدقاً وأمانة وحرصاً وأخلاقاً ومعه التحدي في كيفية ممارسة الدبلوماسية، كيف يعكس حضارة وطنه أمام الآخر.. عفواً.. لقد رأيت عن قرب شباباً حق لنا تسميتهم بالسفير يعكفون على بحوثهم وممارسة أنشطتهم في الأندية الطلابية.. ورأيت في جولتي الليلية خطاً معاكساً لشاب تناثر شعره وأمسك سلسالاً ووضع سماعة على أذنيه خاطبته بلهجة محلية (أنت سفير) قال بتعجب السفير يا أخي (عادل الجبير). مضيت وإذا به يقول عفواً من أنت؟ قلت أنا أتعرف عليك وأذكرك بكلمات الملك (يحفظه الله) لكم عندما زار المبتعث فقال أنتم سفراء بلدكم في هذا العالم، هنا تنبّه الشاب معتذراً للوطن قائلاً عذراً أيها الوطن فأنا أخطأت بحقك غداً ستجدني في ميادين الشرف والعلم.. ودعت هذا المنظر بهذا الوعد الذي قطعه على نفسه واعتذاره لوطنه لأذهب من اليوم التالي إلى صورة مختلفة تماماً ضمت (السفراء كلهم) في يوم تخريج المبتعثين في أجمل صورة كفاح علمي وتضحية بدنية وأسرية تحقق لهم النجاح والتوفيق، رأيت سفراءنا الطلبة في الخارج في بهجة فرح يوم تخرجهم واعتقادي بأنهم يستحقون لقب السفير وبالتأكيد هذا المنظر السنوي في (ربوع العالم) هو ما ينتظره الوطن، حيث احتفاء الوطن بخريجي الابتعاث وسط رعاية سفير المملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير التعليم العالي دكتور خالد العنقري في بسمة متبادلة رأيتها تفرح الوطن وتؤكد نجاح الابتعاث وحوار الحضارات ودمت بالخير.. يا وطني هذه حكايتي مع السفير.