{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. لقد عرفت معالي الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز السديري -رحمه الله- بحكم العلاقة الوثيقة التي كانت تربط والدي بوالده وأعمامه وقد كان من أوائل المتعلمين بالغرب الذين عملوا بالدولة، حيث درس الابتدائي والمتوسط في المملكة والثانوية في لبنان والجامعة في أمريكا وبعد إنهائه الدراسة عاد للمملكة ليسهم في بناء لبناتها وكأن القيادة الحكيمة توسمت فيه النبوغ والحكمة وكانت ظروف دراسته التي مر بها ما بين المملكة ولبنانوأمريكا أهلته لمراكز قيادية في حياته جمعت بين العمل الخاص والعام في مجال الصحافة والإعلام والاقتصاد والسياسة والإدارة واتخاذ القرار. ففي نهاية عام 1375هجرية عيّن مفتشًا للحدود الشمالية وأميراً للقريات خلفاً لوالده. وفي عام 1384هجرية اختاره الملك فهد -رحمه الله- وكيلاً لوزارة الداخلية لشئون البلديات وفي شهر ربيع الآخر من عام 1395هجرية رقي لمنصب نائب وزير الداخلية لشئون البلديات. وبعد التشكيل الوزاري الذي تم في بداية عام 1396هجرية أصبح نائب وزير الشئون البلدية والقروية، واستمر بمنصبه هذا عدة أشهر بعدها عمل بالقطاع الخاص فترة من الزمن تولى فيها رئاسة مجلس إدارة البنك السعودي الأمريكي. وفي منتصف عام 1399هجرية عيّن سفيراً في الكويت وبعد حرب الخليج عيّن سفيراً بالبحرين وختم عمله الدبلوماسي سفيراً في الأردن، بعد ذلك تفرغ لحياته الخاصة والأعمال الخيرية. وإحدى المحطات المهمة في حياته عندما كان وكيلاً لوزارة الداخلية لشئون البلديات وبعد الاجتماع التاريخي بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر -رحمهما الله- الذي عقد في جدة بتاريخ 22 أغسطس عام 1965م والذي انبعث منه مؤتمر حرض للسلام بين القوى اليمنية المتحاربة صدرت التوجيهات الكريمة بأن يكون الدكتور رشاد فرعون المستشار الخاص للملك مراقباً للمؤتمر من الجانب السعودي، إضافة للسفيرين المصريين أحمد شكري ويحيى عبدالقادر، وأن يكون عضوا لجنة السلام السعوديان هما عبدالله بن عبدالعزيز السديري واللواء محمود عبدالهادي، أما الجانب المصري هما الفريق محمد فريد سلامة واللواء عبدالعزيز سليمان وقد كان الدكتور غازي القصيبي الوزير لاحقًا والشيخ أحمد عبدالفتاح الحازمي مستشارين للوفد السعودي وقد رأس الجانب اليمني الجمهوري عضو مجلس قيادة الثورة والرئيس لاحقًا القاضي عبدالرحمن الارياني والجانب اليمني الملكي السيد أحمد الشامي وزير خارجية الملكيين وقد انطلقت أعمال المؤتمر بتاريخ 23 نوفمبر من نفس العام واستمرت مدة شهر تقريباً دون الوصول لاتفاق بين الطرفين المتنازعين وتجددت بعدها الأعمال القتالية وعندما كان أيضاً وكيلاً لوزارة الداخلية لشئون البلديات تشكلت لجنة من وكلاء الوزارات للوقوف على احتياجات المنطقة الجنوبية وانطلقت اللجنة في جولتها البرية الطويلة والموسعة برئاسته. ولقد حظي بثقة القيادة في المملكة وتم اختياره في وقت مبكر رئيساً للجنة تخطيط الحدود السعودية الأردنية ولقد عمل في سابقة رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الجزيرة وكان له بصمات واضحة في تطويرها. إن رجلاً بمثل هذه القامة نال ثقة أعلى قيادات الدولة لحري بنا أن نترحم عليه وندعو له ونسأل الله أن يجبر عزاء أبنائه وبناته وزوجته وأسرة السديري كافة، رحمه الله تعالى عمل على خدمة هذه الدولة المباركة في مواقع متعددة وعرف بحسن الخلق وطيب المعشر وحب الخير.