إن من البلاء الذي ابتلي به عالمنا العربي في العقود الثلاثة الأخيرة أولئك الدعاة الصحويون الحركيون الذين كثروا وتضخموا مؤخراً بعد أن غزوا عالم (الديجتال الرقمي) فأضحوا من ألمع نجوم الفضائيات التي كانوا يفتوننا جازمين بتحريمها أوائل التسعينيات الميلادية ناهيك عن (التوتير) وممالك المهمشين - كما يسمونها -. باتوا الآن عبئاً على المجتمع بعد أن فقد كبارهم ومشاهيرهم صوابهم في صراع محموم بينهم على النفوذ والأتباع، وكثرت شكاواهم لدى المؤسسات الرسمية ضد منتقديهم!! كما ارتبط بعضهم في علاقات خارجية مكشوفة بدول وتنظيمات وأحزاب مشبوهة. أبدع هؤلاء الدعاة الصحويون أيام عزهم في التهييج العاطفي السلبي مستغلين عاطفة المسلمين الدينية وثقتهم بكل من لبس عباءة الدين ولو كان أحمق أو انتهازياً أو متهوراً ولاسيما إبان فترات الحروب والفتن الدامية بأفغانستان والبوسنة والشيشان ولم يبق لديهم الآن سوى تأثير محدود منحصر في أوساط الشباب استغلوه بانتهازية محترفة في تحريض أولئك الشباب ضد مجتمعهم. آن لهولاء أن يرحلوا يكفينا منهم ما فعلوه بنا فلقد كان تدين معظم الناس في عالمنا العربي قبل بزوغ ظاهرة (الدعاة الصحويين) تديناً فطرياً إيجابياً نبيلاً ساهم هؤلاء المؤدلجون في تراجعه وذلك بنشرهم ثقافة الغلو والتطرف والشك والكراهية.