أعربت أفغانستان أمس الاثنين عن اعتراضها على إطلاق سراح خمسة من أخطر عناصر طالبان كانوا محتجزين في معتقل جوانتانامو، واعتبرت أن إرسالهم إلى قطر يمكن أن يكون مخالفا للقانون الدولي. وكانت الإدارة الأمريكية قد أطلقت أمس الأول السبت سراح خمسة من أخطر عناصر طالبان بعدما قضوا 13 عاما قيد الاعتقال في مقابل السيرجنت بوى بيرجدال من الجيش الأمريكي والذي كانت طالبان تحتجزه منذ حزيران/ يونيو من عام 2009 . وقالت الخارجية الأفغانية : «إذا كانت الحكومة الأمريكية قد سلمت المواطنين الأفغان لقطر بهدف تقييد حريتهم ، فإن هذا يتنافى بوضوح مع القوانين الدولية». وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد طالب أكثر من مرة بإطلاق سراح الأفغان المحتجزين في جوانتانامو ، وجعل هذا شرطا لتوقيع اتفاق أمني مع الولاياتالمتحدة. وأكدت الوزارة أن على الحكومتين الأمريكيةوالقطرية إطلاق سراحهم «دون أي شروط». من جهة أخرى هدد متمردو حركة طالبان الاثنين بشن هجمات لتعكير الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الافغانية المقررة في 14 حزيران/يونيو وانذروا الناخبين بالابتعاد عن مراكز الاقتراع. وقال المتمردون في بيان نشر على موقع الحركة ان «مقاتلي الامارة مستعدون مرة اخرى للتحرك ضد العاملين في الانتخابات ومراكز الاقتراع». واضاف البيان «في هذه الظروف، من مصلحتكم البقاء بعيدا عن مكاتب الاقتراع في 14 حزيران/ يونيو 2014 اذا اردتم الا تقتلوا او تصابوا بجروح». وكانت طالبان وجهت تهديدات مماثلة قبل الدورة الاولى في الخامس من نيسان/ابريل من دون ان تتمكن من منع مشاركة كبيرة في الاقتراع على الرغم من عدد من الهجمات. ويتواجه في الدورة الثانية وزيران سابقان لكرزاي هما عبد الله عبد الله الذي تصدر الدورة الاولى بفارق كبير مع 45% من الاصوات، واشرف غني (31,6%). ويعتبر هذا الاستحقاق الاول لنقل السلطة من رئيس افغاني منتخب ديموقراطيا الى خلفه، اختبارا مهما للبلد الفقير الخاضع جزئيا لسيطرة طالبان ويتجه الى المجهول بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي البالغ عددها 51 الفا مع نهاية العام. وفي ذات السياق أفاد مسؤول أفغاني بأن شخصين على الأقل بينهما مدني قتلا أمس الاثنين عندما اقتحم مسلحو طالبان مكتب حاكم مقاطعة في جنوبأفغانستان. وقال عمر زواق ،المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند، إن «أربعة مسلحين هاجموا مكتب حاكم مقاطعة جيريشك صباح اليوم الاثنين ، حيث فجر أحدهم سترته الناسفة عند باب الدخول ، ودخل الثلاثة آخرون المبنى». وأضاف عمر «أحد رجال الشرطة ومدني واحد قتلا عقب الهجوم الانتحاري عند الباب». مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النار لا يزال مستمرا بين المهاجمين ورجال الشرطة. إلى ذلك ذكر مسؤول أن ثلاثة مهندسين أتراك قتلوا اليوم الاثنين في هجوم انتحاري استهدف مركبتهم شرقي أفغانستان. وقال أحمد ضيا المتحدث باسم إقليم نانجارهار إن «المهندسين الاتراك كانوا متجهين إلى موقع عملهم اليوم الساعة 0730 صباحا في منطقة بهسود، عندما قام انتحاري يستقل دراجة بخارية بتفجير نفسه بالقرب من مركبتهم». وأوضح المتحدث أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة مهندس رابع وطفل كان قريبا من موقع الحادث. وقال المسؤول إن المهندسين يعملون لدى شركة خاصة تقوم ببناء منشآت لوجستية للشرطة الافغانية في منطقة بهسود. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.