الله أكبر ما أعظمك من إله وما أكرمك من خالق، ونعلم أنك إذا أحببت عبداً وفقته في الدنيا وأنزلت حبه في قلوب العباد. بالأمس اختار الله سبحانه وتعالى رجلاً نعزه ونحترمه لما اتصف به من دماثة في الأخلاق وحب لفعل الخير، صادق مع ربه، وافى بعهده لعمله الذي قطعه على نفسه حينما استلم أول وزارة في الدولة، مؤدياً لواجب وظيفته منذ أن دخل من باب جامعة الملك سعود وحتى اختاره الله إلى جواره، إنه الدكتور (عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر)، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان. رحل هذا الرجل عن الدنيا بعد أن خدم أكثر من 54 عاماً منذ أن عُين أميناً عاماً لجامعة الملك سعود عام 1381ه حتى انتقاله إلى جوار ربه يوم الأحد ال26 من رجب هذا العام 1435ه وهو على رأس العمل كوزير دولة بمجلس الوزراء، وقد أطلق عليه صفة عميد الوزراء السعوديين، بل هو عميد في الإخلاص والصدق والأمانة. حقيقة إن هذا الرجل فقيدة وطنية بكل ما تحمله تلك الكلمة من معاني، واعتبره ثالث وزير فقدته الدولة، وقد سبقه معالي الوزير الدكتور غازي القصيبي، ومعالي وزير البترول الأسبق عبدالله الطريقي -رحمهم الله رحمة واسعة. رحل هؤلاء الثلاثة عن الدنيا وأيديهم نظيفة وأعمالهم خالصة لوطنهم (مع احترامي لبقية الوزراء) متعهم الله بالصحة والعافية. وكل ما نقوله هو سؤالنا لرب العزة والجلال أن يعوض هذا الوطن عنهم بمن هم خير منهم. والدكتور الخويطر لا شك أنه من الوزراء المحسوبين وممن لهم باع طويل في خدمة الوطن، وله مكانة سامية لدى ولي الأمر ومحبة عالية من لدن الكثير من أفراد المجتمع خاصة من زاملوه في العمل أو تعاملوا معه في مناصبه التي تقلدها خلال خدمته لوطنه. لا أقول ما قلته مجاملة بل حقيقة يشهد له التاريخ قبل أن يشهد له الكثير ممن عرفوه من قريب أو بعيد، وقد زاملته سنوات في ديوان المراقبة فإذا هو الرجل المتواضع المحب للجميع، الحريص على إنجاز العمل، المحافظ على الوقت ولم يكتف بالقيام بما أوكل إليه من أعمال الوظيفة طوال سني الخدمة بل أشغل فراغه بما ينفع المجتمع، إذ إنه يعد من الأدباء وممن يكتبون للمجتمع. ومن مؤلفاته الأدبية خمسة مجلدات بعنوان (أي بني) وهو موسوعة تراثية إلى جانب مؤلفات أخرى. وحقيقة فمعاليه ثروة حافظت عليه الدولة وفقاً لما أوصى به الملك فيصل -رحمه الله. غفر الله لكم معالي الدكتور عبدالعزيز وجمعكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.