ما أصعب الكتابة عن رجل بقامة الدكتور عبد العزيز الخويطر يرحمه الله عاش نموذجا لعطاء متواصل ومتجدد من أجل وطنه فكان الإداري الناجح والمفكر المتميز والحكيم المتزن وترك بصمات لن تمحى في كل موقع من مواقع أعماله المتعددة ناهيك عن تراثه الفكري ونحاول هنا قدر الإمكان إيراد سيرة ذاتية ولو موجزة مع أن الدكتور الخويطر رحمه الله أكبر من أن يعرف. الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن علي الخويطر (1921 - 2014 [1]) ولد في عنيزة، ودرس فيها مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلة شهادته العليا في التاريخ والفلسفة. يعد الخويطر أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا وكان ذلك عام 1960 , ويعتبر عميد الوزراء السعوديين ورجل دولة وسياسيا محنكا, عاصر خمسة من ملوك المملكة العربية السعودية بدءا بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد وأخيرا الملك عبدالله, قال عنه الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله: الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها. له العديد من المؤلفات ومن نتاجه الأدبي خمسة مجلدات بعنوان (أي بني) وهي بمثابة الموسوعة التراثية الكاملة، ومن مؤلفاته كتاب (وسم على أديم الزمن) وهو عبارة عن سيرة ذاتية، وأصدر مؤخرا كتاباً تحت عنوان (النساء رياحين) تحدث فيه عن تأثير المرأة أما وبنتا ودورها الحقيقي والمأمول. مسيرة فكرية: وعلى الصعيد الفكري والثقافي فقد وضع الدكتور الخويطر، مجموعة مهمة من المؤلفات، جميعها مهم اختلفت موضوعاتها تشف عن مكونات ونوازع هذه الشخصية التي تعبر عن معان بارزة، هي أمثولة لطريقة حياة، تشف عن القدوة المتميزة. حيث اهتم الخويطر بالأدب إلى جانب التاريخ من خلال إطلالاته الشهيرة على التراث والتي امتطى من خلالها متن المعرفة والخيال الأدبي مصطحبا جيل اليوم في زيارات لمضارب الأمس وعاداته وتقاليده وطبائع أهله وأساليب عيشهم ونشرها في خمسة مجلدات بعنوان (أي بني) وهي بمثابة موسوعة تراثية كاملة، أمضى في كتابته خمس سنوات، ما بين أعوام 1409 و 1414ه، وتعد من أجمل الكتب في المكتبة العربية. وقد وجه كتابه أساساً إلى أبناء هذا الجيل الذي نشأ بعد جيله ولم يشاهد ما شاهده، ولم يعاني ما عاناه جيله. هذا الجيل يقول عنه في هذا الكتاب: «هذا الجيل الراكض اللاهث هو الذي أخاطبه، ليقف ويلتفت خلفه، ويرى ما كان عليه أبوه، بمحيطه وآلاته ومعداته ودوابه ومساكنه وعاداته، بأفراحه وأحزانه، بآلامه ومتعه، بوجده وعدمه، بتفكيره وانطباعاته، ويقارن بين ما كان والده عليه وما هو نفسه عليه، ويقول لما حباه الله به الحمد لله رب العالمين». والكتاب على هذا النحو يجمع بين صور التراث، كأساس وكمحور لرؤية تنفد إلى الجديد المعاصر، في مواءمة تهدف إلى انتزاع العبرة والدرس. أما النهج الذي اختاره لتوصيل أفكاره ورؤاه فيقول عنه: «قررت أن أسير فيما أكتبه على طريقة حديث المجالس، لاني نظرت في تأثير حديث المجالس في الناس، فوجدته بالغاً، ووجدت ان اصغاءهم كامل، وبهجتهم في الغالب طافحة، وانهم كثيرا ما يتناقلون ما يقال، ويسيرون بمقتضاه فطمعت ان يحظى ما سوف اكتبه بما تحظى به احاديث المجالس». مناصبه الحكومية: عضو هيئة التدريس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود - أمين عام مجلس جامعة الملك سعود - وكيل جامعة الملك سعود للشؤون الأكاديمية - رئيس جامعة الملك سعود - رئيس ديوان المراقبة العامة - وزير الشؤون الاجتماعية - وزير المالية - وزير العمل - وزير التربية والتعليم - وزير التعليم العالي - وزير الصحة - (وزير الزراعة) - وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وهو أقدم وزير الآن في الحكومة.