كثيرة هي أخبار القبض على مروجي ومهربي المخدرات، ولن يكون خبر إحباط تهريب 22 مليون حبة آخر هذه الأخبار! مثل هذه الأخبار المفجعة تتقاطع معها أرقام موجعة وإحصائيات مزعجة ولها علاقة وطيدة بآفة المخدرات التي صارت أخطر على مجتمعنا من حروب الدبابات! كميات المخدرات التي تكشف وتعلن عنها مكافحة المخدرات بين الفينة والأخرى الهدف منها تدمير الشباب، والقضاء على عقولهم ومواهبهم.. فالدراسات تؤكد أن نسبة الشباب في السعودية تشكل ما نسبته 70% من عدد السكان، وهذه الكميات التي يكشف عنها لو وزعت لوصلت للقرى والهجر فضلاً عن المدن، بل لو وزعت على سكان المملكة لوسعتهم ولربما تكفي لجيل قادم! هل تعلم - قارئي العزيز- أن 70% من مدمني المخدرات هم من الفئة العمرية بين 12 - 20 سنة، وهل تعلم أن مستشفيات الأمل المتخصصة في علاج الإدمان تستقبل يومياً 300 ممن يرغبون في العلاج! وهذا الكلام ورد على لسان أحد مسؤولي مكافحة المخدرات! لاحظوا الفئة العمرية التي تستهدفها «مافيا» المخدرات! وقد صدرت دراسة مؤخراً تؤكد على تورط الطلاب في التعليم العام بدول الخليج في المخدرات، وأكدت الدراسة تورط طلاب الابتدائية، ثم ترتفع النسبة في المرحلة المتوسطة، وترتفع أكثر في مرحلة الثانوية! إذن التصريح السابق وكذا الدراسة تؤكدان على أن الشباب مستهدفون وخاصة من كان في سن التعليم العام! هذه الأرقام الفلكية للمخدرات من أين تأتينا؟ ومن يتزعم تمويلها؟ ومن هم العملاء الذين يهيئون الأرض لاستقبالها ومن ثم توزيعها! أسئلة كثيرة يطرحها كل من يهمه أمر مجتمعنا ومستقبل بلادنا! ولمواجهة هذه الحرب نحتاج إلى حملات توعوية تجوب الشوارع وتستهدف المدارس لتسليط الضوء على هذه الآفة، ولعل أهم الحلول إيجاد أجهزة فاعلة لمطاردة وكشف المخدرات ومحاكم تصدر أحكاماً مستعجلة على المروجين والمهربين، ومن ثم نصب المشانق لشنق كل من تسول له نفسه، فجريمة المخدرات لا تقل في خطرها عن الإرهاب! ومما يحزن أننا نهتم في الطرقات بوزن الشاحنات حتى لا تؤثر حمولتها على الطرق، لكننا نفرط في أن نفحص سائقيها للتأكد من خلوهم من هذه القنابل الموقوتة!