اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس فلسطينيَّيْن من بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية بعد أن داهمت منزلَي ذويهما، وعبثت بمحتوياتهما. وذكرت مصادر فلسطينية أن المعتقلين هما رياض شتيوي (40 عامًا) وفادي جمعة. وبيّنت المصادر أن قوات الاحتلال اعتدت على العديد من الفلسطينيين بعد أن قامت بتكسير أبواب منازلهم بحجة البحث عن مطلوبين. فيما اقتحمت أيضاً بلدة حلحول شمال محافظة الخليل، واعتقلت فلسطينيًا. وأفادت مصادر أمنية في الخليل بأن المعتقل هو داود يوسف الطميزي، واعتُقل بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته. وفي السياق ذات، داهمت قوات الاحتلال أحياء عدة في مدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدتي سعير وحلحول شمالاً، ويطا والظاهرية جنوبًا، وفتشت مركبات الأهالي، ودققت في بطاقاتهم الشخصية. من جهة أخرى، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح أمس الجمعة أن حكومته «تدرس حالياً في ظل الظروف الراهنة فكرة الانسحاب من بعض المناطق في الضفة الغربية». يأتي ذلك في وقت جدد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المبعوث الياباني لعملية السلام في الشرق الأوسط «إيتاكا إيمورا»، مساء الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، تأكيده أن الجانب الفلسطيني حريص على تحقيق السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فيما أكد المبعوث الياباني دعم بلاده لعملية السلام، واستمرار دعم اليابان للاقتصاد الفلسطيني، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. وقال نتنياهو صباح أمس الجمعة في حديثه لوكالة (بلومبرغ) الأمريكية: إن فكرة الخطوات أحادية الجانب تلقى تأييداً واسعاً داخل الطيف السياسي الإسرائيلي من اليسار وحتى اليمين، وذلك في أعقاب فشل مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين مؤخراً. وأضاف نتنياهو: «الكثير من الإسرائيليين يسألون أنفسهم عن إمكانية القيام بخطوات أحادية الجانب مع كونها منطقية أيضاً»، لكنه استدرك قائلاً: «فكرة الانسحاب أحادي الجانب من غزة أثبتت فشلها؛ فقد تحول القطاع إلى حماسستان، وأطلقوا منه آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل». وفي السياق قال نتنياهو إن هناك إجماعًا يتكوَّن في الكيان الإسرائيلي على أنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي للتسوية. واتهم نتنياهو «رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتقاعس عن إنجاح المفاوضات، فهو لم يعمل شيئاً لتجاوز الإجماع الفلسطيني الرافض للسلام»، على حد قوله. وقال نتنياهو: «عباس لم يستجب للإجماع الفلسطيني، وذهب للمصالحة مع حركة حماس، ولم يتنازل ولو قليلاً بخصوص موضوع اللاجئين أو الدولة اليهودية، كما أنه لم يوافق على ورقة الوزير الأمريكي جون كيري». ورفض نتنياهو ما قال إنها «اتهامات موجَّهة لإسرائيل بشأن مسؤوليتها عن فشل المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب مشاريع البناء في المستوطنات». وأشار إلى أنه كان قد أطلع سلفًا السلطة الفلسطينية والجانب الأمريكي على هذه المشاريع. يُذكر أن نتنياهو طلب بداية الأسبوع الماضي من وزرائه ومستشاريه إعداد أفكار بناءة لدراسة خيارات بديلة للمفاوضات؛ لأن «الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر». وفي الشأن الميداني، تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي نصب 500 كاميرا مراقبة في أحياء عربية مختلفة شرقي مدينة القدسالمحتلة، في محاولة خطيرة لرصد تحركات وتصرفات المقدسيين كافة، والتجسس عليهم، وكذلك فرض السيطرة اليهودية المطلقة على المدينة؛ ما يؤثر سلبًا في مجمل حياتهم ويهدد وجودهم. وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن سلطات الاحتلال أعدت مخططًا لنصب 500 كاميرا مراقبة في عدد من الأحياء العربية في القدس، بحجة «توفير الأمان» لليهود، وذلك بتكلفة تبلغ أكثر من 100 مليون شيكل.