)) كل أمر يبدأ صغيراً ثم يكبر.. إلا المصيبة.. النار تبدأ من شرارة.. والشجرة من بذرة.. والمنزل من طوبة... و و و و. غضبك مني بدأ من كلمة وحولته أنت إلى قضية...وها أنا أتقدم لك باعتذاري الممهور بمحبتي لك.. وأنت تعلم بأنني لم أخطئ بحقك.. وتدرك تماماً بأنك لست المعني في الأمر، لا من قريب ولا من بعيد. )) أجيئك محباً لك مثلما تجيئني مراراً تفضفض لي ما بخاطرك وتسر إلي بما يسكن قلبك ويقلقك كل الأحيان.. فتشعر بأنك رميت بهمك وغمك وكمدك علي وتغتسل منها وتغادرني جذلاً مسروراً. فما الذي يقلب مزاجك ويعكنن عليك عيشتك وينغص عليك يومك؟؟؟ )) هون على نفسك.. وهون علي.. لأنني لم أعد قادراً على حمل نفسي حتى أحملك. )) ليس ذنبك ولا ذنبي أن نكون في قارب واحد. ولا ذنب لي في ارتكابك للخطأ ولست مسؤولاً عنك حتى تحمّلني ما أنت فيه.. )) قد تصحرت أنت فلا تسمع النصيحة... ولا تأخذ بالمشورة. بل تبحر وحدك.. تغوص وحدك وحين تغرق في بحيرة موحلة.. تبحث عن منقذ. )) لم يعد هناك من يشفق عليك.. لا أحد يُطالع من وقع كي يعضّده.. يسنده. من يقع لن يجد من يسمي عليه.. حتى النخوة أصيبت بالتصحر!!. )) تشعبت الطرق.. وتبدلت الأحوال.. تعددت المسائل وكثرت الوسائل.. هل سألت نفسك أن ليلنا هو الليل الذي تعرفه؟؟ وهل تباشير الصبح اليوم مثلما كانت بالأمس؟ أبداً يا صاحبي... لا الليل هو الليل ولا الصبح الذي كنا نتباشر بإطلالته هو الصبح. )) هل الأرض التي تخطو عليها مثلما كانت؟ أبداً.....لم تعد مثلما كانت. )) قبل أشهر ألبسها الربيع لباسها فأسعدتك حلتها... خضرتها حين علّها المطر فاكتست بكسائها البهي المختلط الألوان....منحتك أياماً من الابتهاج... ولياليَ من الإنس... وكيف استحالت تلك الصورة إلى حطام واكفهرت وأصيبت بالتصحر حين أصرم العود.. )) نحن مثلها نتصحر وتتصحر عواطفنا.. وتتصحر قوانا.. وتتصحر أفكارنا وتنكمش مبادراتنا وتتلاشى طموحاتنا وتضمحل تطلعاتنا.. مثلما هذه الأرض حين تجود السماء عليها بالمطر... تجود الأرض بالنماء وبالخضرة.. ونحن حين نجد من يسقي الإبداع وينير لنا الطريق ويفرش الدروب... ويفتح الأبواب الموصدة وييسر كل صعب ويجمع ولا يفرق... نعطي ونجود ونتألق. لكنك حين تفتقد مفاتيح الخير وتحضر أبالسة الشر تطرق كل باب، ولا يفتح لك واحد منها حتماً ستصاب بالإحباط وستنطوي على نفسك.. وتتقوقع في صومعتك وتعتزل الآخرين.. لأنك لم تعثر على ما تبحث عنه. )) في أشياء كثيرة ترى التصحر.. في طريقنا.. في علاقاتنا.. وفي تواصلنا مع الآخر.. وفي بيئتنا التي نعيش فيها.. نرى التصحر الممنهج ومعاول تحيل نقاء البيئة وطبيعتها إلى مواقع غبراء.. لا نماء ولا حياء.. ونصفق لها بارتياح وكأنها أضافت لنا شيئا جميلا ومبهجا. وهي تعيث في الأرض تجريداً وتعطيها صوراً من التصحر... هل رأيت مواقع الكسارات والأودية وقد اشبعت تجريفاً ونخراً وحفراً والتي كانت فيما سبق مفالي ومراعي ومتنزهات طبيعية حباها الله لنا.. وكيف الإنسان وبمحض إرادته وفي وضح النهار يحيلها إلى أدخنة وأتربة وتجريف؟ )) هل قُدِّر لك أن تتجول بين ردهات كثير من الإدارات الخدمية في محيط منطقتك أو محافظتك، فكم من مبدع ومبادر ومنجز ومعطي!! وكم من متصحر يجثم بتصحره على أنفاسنا وكأن التصحر علامة تجارية مسجلة تطغى على كل منتج؟؟ )) التصحر أصبح علامة فارقة.. رسخت فينا.. صوراً لا تغيب ومشاهد لا تختفي وحضوراً طاغيا في كل محفل ومناسبة.